كتاب تفسير التابعين (اسم الجزء: 1)

المبحث الخامس التفسير في الشام واليمن ومصر
أولا: التفسير في الشام:
لقد حظي الشام بعدد من علماء الصحابة، وتخرج على يدهم عدد كبير من التابعين، فقد أرسل عمر بن الخطاب رضي الله عنه ثلاثة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلّم يعلمون الناس، فأرسل معاذ بن جبل رضي الله عنه إلى أهل فلسطين (¬1)، وأرسل عبادة ابن الصامت رضي الله عنه إلى أهل حمص (¬2).
وأما أبو الدرداء رضي الله عنه فأرسله إلى دمشق (¬3)، وكان من أكثرهم أتباعا، فقد كانت له حلقة عظيمة في مسجد دمشق يحضرها ما يزيد على ألف وستمائة شخص، يقرءون عشرة عشرة، ويتسابقون عليه، وأبو الدرداء واقف يفتي الناس في حروف القرآن (¬4).
ويعد أبو الدرداء أكثر الصحابة أثرا في الشام ودمشق، يقول الذهبي: وكان أبو الدرداء
¬__________
(¬1) طبقات ابن سعد (7/ 387)، والتاريخ الكبير (4/ 359)، والجرح والتعديل (4/ 1/ 244)، والسير (21/ 344).
(¬2) طبقات ابن سعد (7/ 387)، وتهذيب تاريخ دمشق (7/ 209)، وتهذيب الأسماء واللغات (1/ 256)، والإصابة (2/ 268)، وشذرات الذهب (1/ 40)، والسير (2/ 344).
(¬3) أسد الغابة (5/ 185)، وتهذيب الأسماء (2/ 228)، والتذكرة (1/ 24)، والإصابة (3/ 45)، والشذرات (1/ 39)، والسير (2/ 344).
(¬4) غاية النهاية (1/ 607).

الصفحة 525