وكان يقرأ، ويعلم، ويقص، ويعظ (¬1)، ويعني كثيرا بالمغازي والسير، توفي سنة (80هـ) (¬2)، إلا أن المروي عنه في التفسير قليل جدا (¬3).
ومن هؤلاء مكحول أبو عبد الله الدمشقي مولى لامرأة من هذيل، وكان نوبيا، وقيل من سبى كابل، وقيل من سلالة الأكاسرة (¬4).
وكان رحمه الله من أفقه أهل الشام (¬5)، وكل ما قال بالشام قبل منه (¬6).
يقول سليمان بن موسى. إن جاءنا العلم من الحجاز عن الزهري قبلناه، وإن جاءنا من الشام عن مكحول قبلناه، وإن جاءنا من الجزيرة عن ميمون قبلناه، وإن جاءنا من العراق عن الحسن قبلناه (¬7).
وعن الزهري قال: العلماء أربعة: ابن المسيب بالمدينة، والشعبي بالكوفة، والحسن بالبصرة، ومكحول بالشام (¬8).
وقال سعيد بن عبد العزيز: كان أفقه أهل الشام، وكان أفقه من الزهري (¬9).
وعليه تتلمذ إمام الشام في زمانه الأوزاعي (¬10).
¬__________
(¬1) الحلية (5/ 120)، وتهذيب تاريخ دمشق (7/ 322)، والشذرات (1/ 288).
(¬2) السير (4/ 275).
(¬3) رجعت إلى تفسير ابن كثير، فلم أجد له إلا ثلاث روايات فقط.
(¬4) التاريخ الكبير (8/ 21)، والبداية والنهاية (9/ 317)، والسير (5/ 155).
(¬5) تاريخ أبي زرعة (1/ 245)، والمعرفة (1/ 640)، وطبقات علماء الحديث (1/ 180).
(¬6) المعرفة (2/ 117)، والسير (5/ 159).
(¬7) تاريخ أبي زرعة (1/ 315)، ويلاحظ أن الجامع بين هؤلاء الأئمة، هو اتباعهم الأثر.
(¬8) السير (5/ 158).
(¬9) السير (5/ 159)، والبداية والنهاية (9/ 317).
(¬10) قال الأوزاعي في الإيلاء: ونحن على قول أصحابنا الزهري، ومكحول، أنها تطليقة، تفسير الطبري (4/ 488) 4610.