وعن عبد الله بن حبيب بن أبي ثابت قال: سألت طاوسا عن تفسير هذه الآية: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ} (¬1) فأراد أن يبطش بي كراهية لتفسير القرآن (¬2).
ولقد غلب على طاوس الطابع المكي في الاستنباط والدلالة ولذا كان تفسيره أقرب إلى المكيين منه للبصريين (¬3).
ومن أئمة التابعين في اليمن أيضا:
وهب بن منبه بن كامل أبو عبد الله (¬4)، من مسلمة أهل الكتاب، له روايات في التفسير، ومواعظ بليغة، وعلم غزير، أكثره عن أهل الكتاب، قال الذهبي: وإنما غزارة علمه في الإسرائيليات، ومن صحائف أهل الكتاب (¬5)، وقال أيضا: وعنده من علم أهل الكتاب شيء كثير، فإنه صرف عنايته إلى ذلك وبالغ (¬6).
وقال وهب عن نفسه: «لقد قرأت ثلاثين كتابا نزلت على ثلاثين نبيا» (¬7).
ولذا كان كثيرا ما يحدث عن التوراة، وأخبار بني إسرائيل (¬8)، والقصص (¬9)،
¬__________
(¬1) سورة المائدة: آية (106).
(¬2) المصنف لابن أبي شيبة (10/ 512) 10153.
(¬3) بعد مراجعة تفسير القرطبي وجدت أن (27) قولا لطاوس من أصل (45) قولا في تفسير آيات الأحكام حتى نهاية سورة آل عمران وافق فيها المدرسة المكية، أي (60، 0) من تفسيره لآيات الأحكام يتوافق مع المكيين.
(¬4) التاريخ الكبير (8/ 164)، والمعارف (239)، ومشاهير علماء الأمصار (122).
(¬5) السير (4/ 545).
(¬6) تذكرة الحفاظ (1/ 101).
(¬7) طبقات ابن سعد (5/ 543)، الحلية (4/ 24).
(¬8) من ذلك ما رواه الطبري عنه أنه قال في الشجرة التي نهي آدم عن الأكل منها: وأهل التوراة يقولون: هي البر، تفسير الطبري (1/ 518) 726.
(¬9) طبقات فقهاء اليمن (57)، والأسماء والصفات للبيهقي (1/ 283)، والإسرائيليات لأبي شهبة (105).