ونتاجه في التفسير في غير ذلك نادر، ولذا رأيت أن ترجمته في منهج التابعين في الإسرائيليات ألصق، لذا نوهت بذكره هناك (¬1).
ويعد معمر بن راشد البصري أول من رحل إلى اليمن (¬2)، ونشر علمه هناك، حتى قال عبد الرزاق الصنعاني من رءوس أتباع التابعين باليمن: كتبت عن معمر عشرة آلاف حديث (¬3)، ولازمه سبع سنين (¬4)، وجل تفسيره إنما يرويه عنه (¬5).
وبذلك نجد التشابه الواضح بين اتجاه التفسير في اليمن مع المدرسة البصرية.
كما يعد عبد الملك بن جريج أيضا ممن أسهم في نشاط حركة التفسير في اليمن، فقد رحل إليها، وبث علمه فيها، قال: قدمت بلدا داثرا فنثرت لهم عيبة علم، (يعني:
اليمن) (¬6).
إلا أنه لم يلق طاوسا فلم يرو عنه (¬7).
ومع هذا كله فإن استفادة أهل اليمن من معمر كانت أشد، ولذا قلت الرواية عن ابن جريج في تفاسيرهم (¬8)، في حين كان للزهري المدني أثر أكبر في تفسيرهم (¬9).
¬__________
(¬1) ينظر ص (911).
(¬2) السير نقلا عن الإمام أحمد بن حنبل (7/ 7).
(¬3) السابق (7/ 11).
(¬4) تذكرة الحفاظ (1/ 364).
(¬5) روى عنه ثلثي التفسير، ينظر الكلام على تفسير عبد الرزاق ص (70).
(¬6) طبقات ابن سعد (5/ 492).
(¬7) العلل لأحمد (2/ 302) 2338.
(¬8) لم تتجاوز مرويات عبد الرزاق من طريق ابن جريج في تفسيره (43) رواية، في حين روى من طريق معمر (2471) رواية، ينظر ص (70).
(¬9) بلغت الروايات التي وجدتها لأهل اليمن عن الزهري (163) رواية، منها (84) رواية عن الزهري في تفسير عبد الرزاق الذي يعد من أهم المصادر في معرفة تفسير الزهري.