كتاب تفسير التابعين (اسم الجزء: 1)

مسائل الحج، وهذا أمر ضروري تستدعيه الحاجة إلى إفتاء الناس الوافدين من حجاج ومعتمرين على مكة في كل وقت وموسم، ولاشتغالهم به حث الأئمة على أخذ المناسك عن المكيين (¬1).
يقول ابن عيينة: خذوا المناسك عن أهل مكة، والقراءة عن أهل المدينة، والحلال والحرام عن أهل الكوفة (¬2).
وتقول عائشة في شيخهم ابن عباس رضي الله عنهما: أعلم من بقي بالمناسك (¬3).
وسيأتي مزيد بحث لهذه المسألة عند تناول منهج التابعين في آيات الأحكام إن شاء الله (¬4).
والمقصود هنا بيان قلة المروي عنهم في غير التفسير.
ومن العجيب أن ابن عباس رضي الله عنهما كان علما في علوم شتى من فقه، وتفسير، وعربية، وغيرها، ومع ذلك فلم ينقلوا عنه في علم مثل ما نقلوا عنه التفسير، فقد تأثروا به، وساروا على منهجه في التفسير دون غيره (¬5).

الخصيصة الرابعة: التوسع في الإسرائيليات:
مما يبدو واضحا للمطالع في كتب التفسير أن المدرسة المكية أكثر المدارس تساهلا في الرواية عن بني إسرائيل (¬6)، وبدأ هذا المنحى عن شيخ المدرسة ابن عباس رضي الله
¬__________
(¬1) البداية (9/ 276).
(¬2) معجم البلدان (4/ 493).
(¬3) تاريخ أبي زرعة (1/ 616).
(¬4) سيأتي ذلك في ص (845).
(¬5) كما سبق بيانه في ترجمته رضي الله عنهما ص (387).
(¬6) بلغ نسبة المروي عن مشاهير المكيين في الإسرائيليات (35، 0) من مجموع الآثار المنقولة عن

الصفحة 558