كتاب تفسير التابعين (اسم الجزء: 1)

عنهما حيث تعرض للنقل والرواية عن كعب الأحبار، مستدلا في ذلك بحديث إباحة الحديث عن بني إسرائيل (كما سيأتي بيانه) (¬1)، وقد درج على هذا الأمر تلامذته وأصحابه (سعيد ومجاهد وعكرمة)، فتوسعوا في النقل عن أهل الكتاب.
وكان هذا أيضا دأب كل من كان مكي المنهج، والمشرب وإن لم يكن من قاطنيها، يدلك على ذلك ما تراه جليا في تفسير أبي العالية، والسدي.
وبهذا تكون المدرسة المكية قد أدخلت هذا العنصر الأخباري في مجال التفسير لفهم محتوى النص، وما يتبعه من عرض للتاريخ، وكشف لأحوال الأمم السابقة للعظة والعبرة، وهذا كله لم تشاركها مدرسة أخرى فيه، وقد عد ذلك بعض الباحثين بداية مرحلة جديدة من مراحل تطور التفسير، انتقل فيها من التفسير الأثري الذي يعتمد على الرواية، إلى التفسير الأثري النظري الذي يعتمد على الرواية والدراية، وتلك نقلة مهدت لظهور التفاسير الجامعة التي ظهرت في القرنين الثاني، والثالث، على يدي يحيى بن سلام، ومحمد بن جرير الطبري (¬2).
* * * ¬__________
التابعين، كما بلغت نسبة المروي عن الناقلين لتفسير ابن عباس المتأثرين بمنهج ابن عباس (36، 0) من مجموع الآثار المنقولة عن التابعين من الإسرائيليات، (وأعني بهم السدي، وأبا العالية، وغيرهم) أي: إن مجموع ما روي عنهم (71، 0) من مجموع المنقول في الإسرائيليات.
(¬1) سيأتي مبحث الإسرائيليات، إن شاء الله تعالى ص (875).
(¬2) دراسات في التفسير وأصوله (73).

الصفحة 559