كتاب تفسير التابعين (اسم الجزء: 1)

خصائص المدرسة الكوفية
الخصيصة الأولى: الاهتمام بتفسير آيات الأحكام:
ومما قام عليه منهج المدرسة الكوفية واختصت به، العناية الفائقة بالأحكام الفقهية المستنبطة من النصوص القرآنية.
فقد تناولت في تفاسيرها الأحكام بالعرض، والتفصيل، والتوجيه، فصارت من أكثر المدارس عناية بهذا الجانب (¬1).
وقد تأثرت في ذلك بمسلك إمامها ابن مسعود رضي الله عنه وأرضاه الذي عدّ من قضاة الصحابة، ومن المكثرين في الفتوى، واعتبره ابن حزم سابع سبعة من كبار الصحابة الذين يمكن أن يجمع من فتوى كل واحد منهم سفر ضخم (¬2).
وكان رضي الله عنه معدودا سادس ستة من مفتي الصحابة (¬3).
فعن مسروق قال: كان القضاء في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلّم في ستة: في عمر، وعلي، وابن مسعود، ومعاذ بن جبل، وأبي بن كعب، وزيد بن ثابت، وكان نصفهم لأهل
¬__________
(¬1) بعد مراجعتي لتفاسير المشاهير من كل مدرسة، وجدت أن نسبة ما روي عن الكوفيين في تفسير آيات الأحكام بلغ (31، 0) من مجموع تفسيرهم، في حين بلغ عند المدنيين (19، 0)، ولم يزد عند المكيين عن (05، 0)، وعند البصريين عند (04، 0) من مجموع تفسيرهم.
(¬2) الأحكام لابن حزم (4/ 176)، وإعلام الموقعين (1/ 12).
وقد جمع د. محمد رواس قلعجي قدرا كبيرا من آراء عبد الله بن مسعود، وفقهه، واجتهاداته، في موسوعة فقه عبد الله بن مسعود، نشرها مركز البحث العلمي وإحياء التراث الإسلامي بجامعة أم القرى.
(¬3) تهذيب الكمال (10/ 30).

الصفحة 579