كتاب تفسير التابعين (اسم الجزء: 2)

بين يدي الباب:
بعد استعراض مدارس التفسير عند التابعين، وبيان أشهر أئمة كل مدرسة.
وبعد دراسة خصائص مدارس التفسير، وبيان مميزات كل واحدة منها.
كان لزاما على من يدرس تفسير التابعين، أن يبين مصادرهم ومناهجهم، ويعد هذا الباب والذي يليه، خلاصة دراسة متوسعة، وغوص متعمق في خضم الآثار التفسيرية الواردة عنهم، إذ لم أجد مع كثرة البحث مادة علمية مجتمعة يمكن أن أعتمد عليها في ذلك، وكثير من الرسائل والبحوث التي وضعت في التفسير عامة، أو في بعض المفسرين من التابعين خاصة لم تبحث مصادر التابعين ومناهجهم وفق الخطة التي رسمتها كي أسير عليها.
ولذا لم يكن ثمة بد من أن أدرس كل مجموعة على حدة لأستخلص المنحى السائد فيها، وبيان اختلاف المدارس أو اتفاقها في كل مسألة من تلك المسائل.
وقد جعلت الفصل الأول خاصا بمصادر التابعين في التفسير، ذكرت فيه أهم المصادر التي رأيت أنها مستقى التابعين، ومنهلهم فيه.
وكان الفصل الثاني مخصصا لدراسة منهج التابعين في التفسير، واخترت أربعة مباحث رأيت أنها تمثل أهم المباحث التي ظهرت فيها مناهج التابعين، وتميزت فيها مشاربهم.
كل ذلك مع التوضيح بالأمثلة، والمقارنة، والترجيح فيما يحتاج إلى ترجيح، ونحو ذلك، محاولة مني لصياغة المباحث صياغة تدلّ على المصادر والمناهج، دون غموض أو لبس.

الصفحة 603