كتاب تفسير التابعين (اسم الجزء: 2)

{وَعَلَامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ} (¬1).
فقد قال في تفسيرها: والعلامات: النجوم، وإن الله تبارك وتعالى إنما خلق هذه النجوم، لثلاث خصلات جعلها زينة للسماء، وجعلها يهتدى بها، وجعلها رجوما للشياطين (¬2).
فقد أشار بقوله: زينة، وبقوله: رجوما للشياطين إلى الآيات التي ذكر الله تعالى فيها ذلك نحو قوله: {إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ (6) وَحِفْظاً مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ} (¬3)، وهي في غير ما آية.

طرق التابعين وأساليبهم في تفسير القرآن بالقرآن:
لقد تعددت طرق التابعين، وأساليبهم في تفسير القرآن، وأوضح فيما يلي عدة طرق توصلت إلى تجميعها، وترتيبها.
وقد تحصل لي من ذلك اثنتا عشرة طريقة، أبين في كل منها بعضا من الأمثلة التطبيقية لذلك النوع، مع الإشارة لسائرها طلبا للاختصار.

1 - نظائر القرآن:
أتفسير الآية بآية أخرى متقاربة معها في بعض اللفظ، والمعنى، وهنا يلحظ المفسر تناظر الآيتين، ويلمح أنه لا فارق بينهما، فيجعل تفسير هذه تفسير هذه، فمن ذلك ما ورد عن مجاهد في تفسير قوله تعالى: {كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتاً فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ} (¬4)، الآية، قال: لم تكونوا شيئا حين خلقكم، ثم
¬__________
(¬1) سورة النحل: آية (16).
(¬2) تفسير الطبري (14/ 91).
(¬3) سورة الصافات: آية (6، 7).
(¬4) سورة البقرة: آية (28).

الصفحة 611