كتاب تفسير التابعين (اسم الجزء: 2)

يميتكم الموتة الحق، ثم يحييكم، وقوله: {أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ} (¬1) مثلها (¬2).
وهذا صريح في أنه يرى أن هذه الآية مثل تلك.
وقد يشير المفسر إلى الآية الأخرى دون أن يصرح أنها تفسير الآية التي مصدرها، وهذا ينزل منزلة أنه يراها مثلها.
فمن ذلك ما ورد عن قتادة في تفسير قوله تعالى: {لَا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْداً} (¬3): أي بطاعته، وقال في آية أخرى: {لَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا} (¬4)، ليعلموا أن الله يوم القيامة يشفع المؤمنين بعضهم في بعض (¬5).
ب تفسير الآية بآية أخرى تحمل الموضوع نفسه، وإن اختلف اللفظ، وهنا يكون الاجتهاد أوضح من الطريقة التي قبلها، وقد أكثر التابعون من ذلك جدا، بل يعتبر هذا الطريق أكثر الطرق التي وقفت عليها من طرق التابعين في تفسير القرآن بالقرآن، ولأجل ذلك أذكر لكل مفسر مثالا أو مثالين محيلا على باقي الأمثلة في مظانها.
فمما ورد عن مجاهد في ذلك ما جاء في تفسير الكلمات في قوله تعالى: {فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ} (¬6)، قال: قوله: {قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا}
¬__________
(¬1) سورة غافر: آية (11).
(¬2) تفسير الطبري (1/ 419) 580، وأورده السيوطي في الدر، وعزاه لابن جرير عن مجاهد به (1/ 106).
(¬3) سورة مريم: آية (87).
(¬4) سورة طه: آية (109).
(¬5) تفسير الطبري (16/ 128).
لمزيد من الأمثلة ينظر تفسير الطبري الآثار: 4445، 8174، 9879، 13401، 13610، 13610، 17554، (16/ 116)، (19/ 6)، (23/ 101)، (30/ 55).
(¬6) سورة البقرة: آية (37).

الصفحة 612