كتاب تفسير التابعين (اسم الجزء: 2)

{وَتَرْحَمْنَا} (¬1) حتى فرغ منها (¬2)، ومثله جاء عن قتادة (¬3)، ولما تعرض مجاهد لتفسير قوله تعالى: {إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ} (¬4) الآية، قال: {سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ (1) لِلْكَافِرينَ} (¬5).
وجاء عن عكرمة، والحسن في تفسير قوله تعالى: {وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا} (¬6)، قالا: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى يجهر بصلاته، فآذى ذلك المشركين بمكة حتى أخفى صلاته هو وأصحابه، فلذلك قال: {وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا}، وقال في الأعراف: {وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ} (¬7).
وعن عكرمة أيضا في تفسير قوله تعالى: {فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ} (¬8)، قال: الاثنان في الجنة، وواحد في النار، وهي بمنزلة التي في الواقعة: وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين وأصحاب الشمال ما أصحاب الشمال، والسابقون السابقون (¬9).
وعند قوله تعالى: {وَإِذِ ابْتَلى َ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ} (¬10)، قال الحسن: ابتلاه بالكوكب، فرضي عنه، وابتلاه بالقمر، فرضي عنه، وابتلاه بالشمس فرضي عنه،
¬__________
(¬1) سورة الأعراف: آية (23).
(¬2) تفسير الطبري (1/ 545) 787، 789، وزاد المسير (1/ 69)، وفتح القدير (1/ 71).
(¬3) تفسير الطبري (1/ 546) 791، تفسير عبد الرزاق (1/ 44).
(¬4) سورة الأنفال: آية (32).
(¬5) سورة المعارج: آية (1)، والأثر أخرجه الطبري في تفسيره (13/ 507) 15987، ولمزيد من الأمثلة يراجع تفسير الطبري الآثار ذوات الأرقام (7392، 7614، 210502، 12095، (30/ 100).
(¬6) سورة الإسراء: آية (110).
(¬7) سورة الأعراف: آية (205)، والأثر أخرجه الطبري في تفسيره (15/ 187).
(¬8) سورة فاطر: آية (32).
(¬9) تفسير الطبري (22/ 135)، ولمزيد من الأمثلة عن عكرمة تنظر الآثار في تفسيره الطبري:
7900، 9517، (17/ 19).
(¬10) سورة البقرة: آية (124).

الصفحة 613