كتاب تفسير التابعين (اسم الجزء: 2)

وابتلاه بالنار فرضي عنه، وابتلاه بالهجرة، وابتلاه بالختان (¬1).
ويلاحظ أن الحسن رحمه الله لم يذكر الآيات وإنما أشار إليها، وسبق أن هذا كان منهجه نتيجة للمنهج الوعظي الذي ارتضاه، وأكثر منه (¬2).
وجاء عن قتادة في تفسير قوله تعالى: {يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ} (¬3)، قال: هي مثل قوله: {مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا} (¬4)، وقوله: {وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ}: أي جملة الكتاب وأصله (¬5).
وهذا مما يؤكد أن التابعين كانوا يجتهدون في تفسير الآية بالآية الأخرى، وإلا فالمحو والإثبات قيل إنه في الصحف التي بأيدي الملائكة، وقيل هو نسخ الشرائع (¬6)، وهو الذي أشار إليه قتادة رحمه الله.
وفي تفسير قوله تعالى: {قُلْ إِنْ كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآخِرَةُ عِنْدَ اللَّهِ خَالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ} (¬7)، قال قتادة: وذلك أنهم قالوا: {لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُوداً أَوْ نَصَارى َ} (¬8)، وقالوا: {نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ} (¬9)، فقيل لهم: {فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} (¬10).
¬__________
(¬1) تفسير الطبري (3/ 14) 1933، 1934، وتفسير عبد الرزاق (1/ 57)، وزاد المسير (1/ 140)، وفتح القدير (1/ 139).
(¬2) ينظر المزيد من الأمثلة عن الحسن في تفسير الطبري: 9734، 10723، (15/ 113)، (15/ 187)، (30/ 248).
(¬3) سورة الرعد: آية (39).
(¬4) سورة البقرة: آية (106).
(¬5) تفسير الطبري (16/ 486) 20490، وتفسير عبد الرزاق (2/ 337)، وأورده السيوطي في الدر، وعزاه إلى ابن جرير، عن قتادة به (4/ 664).
(¬6) شرح العقيدة الطحاوية (151، 152).
(¬7) سورة البقرة: آية (94).
(¬8) سورة البقرة: آية (111).
(¬9) سورة المائدة: آية (18).
(¬10) تفسير الطبري (2/ 364) 1572، وأورده السيوطي في الدر، وعزاه إلى ابن جرير، عن قتادة بمثله (1/ 220)، وفتح القدير (1/ 116)، وينظر المزيد من الآثار عن قتادة في تفسير الطبري: 1797، (13/ 246)، (14/ 8) (14/ 176)، (15/ 44)، (16/ 106)، (21/ 8)، (29/ 239).

الصفحة 614