كتاب تفسير التابعين (اسم الجزء: 2)

الذي عجل له، وهي الحسنة، إذ يقول: {وَآتَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً} (¬1)، وهو اللسان الصدق الذي سأل ربه له (¬2).

ج إرجاع الشيء إلى قاعدته العامة وأصله الكلي:
من أمثلة بيان المجمل أن يتكلم المفسّر منهم على آية، فيبين أنها تفسير وبيان لإجمال آية أخرى.
فمن ذلك قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ} (¬3) قال مجاهد:
هي مفاتح الغيب التي قال الله عنها: {وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ} (¬4).
ومن ذلك ما جاء في تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا تَوَلَّى سَعى َ فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ} (¬5).
قال مجاهد: إذا تولى سعى في الأرض بالعدوان والظلم، فيحبس الله بذلك القطر، فيهلك الحرث، والنسل، والله لا يحب الفساد، ثم قرأ مجاهد: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} (¬6).

5 - تفسير العام بالخاص:
وفي هذا الطريق يعمد المفسّر منهم إلى آية ظاهرها العموم فيحملها على معنى آية أخرى ذكرت فردا من أفراد العموم.
¬__________
(¬1) سورة النحل: آية (122).
(¬2) تفسير الطبري (19/ 86)، وينظر عن عكرمة في هذا الباب أيضا تفسير الطبري (9/ 216) 10455.
(¬3) سورة لقمان: آية (34).
(¬4) سورة الأنعام: آية (59)، والأثر أخرجه الطبري في تفسيره (21/ 88).
(¬5) سورة البقرة: آية (205).
(¬6) سورة الروم آية (41)، والأثر أخرجه الطبري في تفسيره (4/ 240) 3985، (21/ 49).

الصفحة 621