كتاب تفسير التابعين (اسم الجزء: 2)

خلق، وأما الذي يدرك فقوله: {تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا} (¬1)، فهو ما بين العام إلى العام المقبل، فقال: أصبت يا مولى ابن عباس، ما أحسن ما قلت (¬2). وفي أثر آخر أنه استدل على ذلك بقوله تعالى: {لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ} (¬3).

8 - بيان معنى (لفظ)، أو إيضاح مشكلة:
وقد كثر هذا النوع في تفسير التابعين، فصاروا يتناولون آيات القرآن بالتفسير بآيات أخرى تبين هذا المعنى، وتلكم الألفاظ.
فقد جاء عن مجاهد في تفسير قوله تعالى: {رَفَعَ سَمْكَهَا} (¬4)، قال: رفع بناءها بغير عمد (¬5).
إشارة منه إلى مثل قوله تعالى: {بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا} (¬6).
ولما فسر كذلك قوله تعالى: {لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ} (¬7)، قال: بجبار (¬8).
إشارة أيضا إلى قوله تعالى: {وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ} (¬9).
ولما أراد الحسن أن يفسّر قوله تعالى: {يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ} (¬10)، قال: هما
¬__________
(¬1) سورة إبراهيم: آية (25).
(¬2) تفسير الطبري (16/ 581) 20731.
(¬3) سورة يوسف: آية (35)، والأثر أخرجه الطبري في تفسيره (16/ 579) 20726.
(¬4) سورة النازعات: آية (28).
(¬5) تفسير الطبري (30/ 43)، وأورده السيوطي في الدر، وعزاه إلى عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، عن مجاهد به (8/ 411).
(¬6) سورة لقمان: آية (10).
(¬7) سورة الغاشية: آية (22).
(¬8) تفسير الطبري (30/ 166)، وأورده السيوطي في الدر، وعزاه إلى عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، عن مجاهد به (8/ 495).
(¬9) سورة (ق): آية (45).
(¬10) سورة النازعات: آية (6).

الصفحة 626