كتاب تفسير التابعين (اسم الجزء: 2)

المبحث الثاني السنة النبوية
لا شك أن السنة مبينة للقرآن موضحة له، يقول الشاطبي: وهي راجعة في معناها إلى الكتاب، فهي تفصيل مجمله، وبيان مشكله، وبسط مختصره (¬1).
وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم هو أعلم بكلام الله، وأكثر قدرة على فهم نصوص الآيات من غيره، مع ما أوحاه الله تعالى من المعاني فهو صلى الله عليه وسلم: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى َ (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى َ} (¬2).
وجاء في الحديث الشريف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه» (¬3).
والمراد بذلك ما سنه للناس، وبينه مما أعطاه الله، وقد يكون ذلك أيضا من اجتهاده صلى الله عليه وسلم في فهم نصوص القرآن، فإنه كان يجتهد ويوفّق صلى الله عليه وسلم.
ولأجل ذلك كله برزت السنة بوصفها مصدرا من مصادر التفسير.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: فإن قال قائل: فما أحسن طرق التفسير فالجواب:
أن أصح الطرق في ذلك أن يفسّر القرآن بالقرآن إلى أن يقول فإن أعياك ذلك
¬__________
(¬1) الموافقات (4/ 12).
(¬2) سورة النجم: آية (3).
(¬3) رواه أبو داود في كتاب السنة، باب في لزوم السنة (4/ 200) 4604، وأورده التبريزي في المشكاة، وعزاه إلى أبي داود والدارمي وابن ماجة، ينظر مشكاة المصابيح (1/ 57) 163، وكتاب الإيمان لابن تيمية (37).

الصفحة 628