كتاب تفسير التابعين (اسم الجزء: 2)

ومما يدل على عظيم احتفائهم وعنايتهم بالمروي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قل أن نجدهم يخالفون ما صح عنه صلى الله عليه وسلم من تفسيره، وفيما يلي بعض الأمثلة الدالة على ذلك:
فمن هذا ما جاء عنه صلى الله عليه وسلم في تفسير قوله تعالى: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} (¬1)، قال صلى الله عليه وسلم: «اليهود مغضوب عليهم، والنصارى ضلال» (¬2).
وبذلك فسرها: مجاهد (¬3)، وسعيد بن جبير (¬4)، وغيرهما.
قال ابن أبي حاتم: لا أعلم خلافا بين المفسرين في تفسير «المغضوب عليهم» باليهود، و «الضالين» بالنصارى (¬5).
ومنه أيضا ما صح عنه صلى الله عليه وسلم في بيان قوله تعالى: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ} (¬6)، قال صلى الله عليه وسلم: «هو سواد الليل وبياض النهار» (¬7)، ولم يخالف في ذلك أحد من التابعين، وبه قال: الحسن (¬8)، والسدي (¬9)، وقتادة (¬10).
¬__________
(¬1) سورة الفاتحة: آية (6).
(¬2) سنن الترمذي كتاب التفسير، باب ومن سورة فاتحة الكتاب (5/ 9204)، ومسند أحمد (4/ 378)، وموارد الظمآن في زوائد ابن حبان (224)، وتفسير الطبري (1/ 195185).
(¬3) تفسير الطبري (1/ 188) 202، والدر المنثور (1/ 41)، وفتح القدير (1/ 25).
(¬4) أورده السيوطي في الدر، وعزاه إلى عبد بن حميد عن سعيد به (1/ 41).
(¬5) تفسير ابن أبي حاتم (22)، وفتح الباري (8/ 159)، والدر المنثور (1/ 42).
(¬6) سورة البقرة: آية (187).
(¬7) صحيح البخاري، كتاب التفسير باب «كلوا واشربوا»، ينظر الفتح (8/ 182)، وسنن الترمذي كتاب التفسير باب (ومن سورة البقرة) (5/ 211) 2970، 2971، وتفسير النسائي (1/ 222) 41، 42، ومسند أحمد (5/ 207).
(¬8) تفسير الطبري (3/ 510) 2982.
(¬9) تفسير الطبري (3/ 510) 2983.
(¬10) تفسير الطبري (3/ 510) 2984.

الصفحة 638