كتاب تفسير التابعين (اسم الجزء: 2)

ومن ذلك ما جاء عنه عليه الصلاة والسلام في تفسير معنى الظلم الذي ورد في قوله تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ} (¬1) قال صلى الله عليه وسلم حين شق على أصحابه فقالوا: أيّنا لم يلبس إيمانه بظلم فقال: «ليس بذلك، ألم تسمعوا قول لقمان: إن الشرك لظلم عظيم» (¬2).
وهذا هو المنقول عن التابعين، فقد قال به: إبراهيم النخعي (¬3) وقتادة (¬4)، ومجاهد (¬5)، والسدي (¬6)، وسعيد بن جبير (¬7).
ومن ذلك ما صح عنه صلى الله عليه وسلم في بيان الأشهر الحرم من قوله تعالى: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ} (¬8)، قال صلى الله عليه وسلم: «إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض، السنة اثنا عشر شهرا، منها أربعة حرم: ثلاث متواليات ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان» (¬9).
¬__________
(¬1) سورة الأنعام: آية (82).
(¬2) صحيح البخاري، كتاب التفسير، باب «ولم يلبسوا إيمانهم بظلم»، ينظر فتح الباري (8/ 294) 4629، وسنن الترمذي، كتاب التفسير باب «ومن سورة الأنعام» (5/ 48) 3067، وتفسير النسائي (1/ 474) 186.
(¬3) تفسير الطبري (11/ 496) 13482، 113500.
(¬4) تفسير الطبري (11/ 501) 13501، وتفسير عبد الرزاق (2/ 213).
(¬5) تفسير الطبري (11/ 501) 13503، وأورده السيوطي في الدر، وعزاه إلى عبد بن حميد، وأبي الشيخ، عن مجاهد بنحوه (3/ 309).
(¬6) تفسير الطبري (11/ 501) 13505.
(¬7) أورده السيوطي في الدر، وعزاه إلى ابن أبي حاتم، عن سعيد بنحوه (3/ 309).
(¬8) سورة التوبة: آية (36).
(¬9) صحيح البخاري، كتاب التفسير، باب «إن عدة الشهور»، ينظر الفتح (8/ 324) 4662، وصحيح ابن حبان (7/ 585)، وشرح السنة للبغوي (7/ 215).

الصفحة 639