كتاب تفسير التابعين (اسم الجزء: 2)

ولم يخالف في ذلك أحد من التابعين، وبه قال السدي (¬1) ومجاهد (¬2)، قال ابن جرير: وهو قول عامة أهل التأويل (¬3).
ومن ذلك أيضا ما صح عنه صلى الله عليه وسلم في تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} (¬4)، قال صلى الله عليه وسلم: «الصلوات الخمس يغفرن ما كان بينهن» (¬5).
وفي الحديث أن عثمان بن عفان رضي الله عنه دعا بماء فتوضأ، ثم قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ وضوئي هذا، ثم قال: «من توضأ وضوئي هذا، ثم قام فصلى صلاة الظهر، غفر له ما كان بينه وبين صلاة الصبح، ثم صلى العصر، غفر له ما بينه وبين صلاة الظهر، ثم صلى المغرب، غفر له ما بينه وبين صلاة العصر، ثم صلى العشاء، غفر له ما بينه وبين صلاة المغرب، ثم لعله يبيت ليلته يتمرغ، ثم إن قام فتوضأ وصلى الصبح، غفر له ما بينها وبين صلاة العشاء، وهن الحسنات يذهبن السيئات» (¬6).
وبه قال أهل التأويل، منهم: محمد بن كعب القرظي، ومجاهد والحسن، وسعيد ابن المسيب، وقتادة (¬7).
ومنه ما جاء عنه صلى الله عليه وسلم في تفسيره للسبع المثاني في قوله تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ}، قال صلى الله عليه وسلم لأبي سعيد بن المعلى: «ألا أعلمك أعظم سورة
¬__________
(¬1) تفسير الطبري (14/ 236) 16690.
(¬2) تفسير الطبري (14/ 236) 16691، والدر (4/ 186).
(¬3) تفسير الطبري (14/ 236).
(¬4) سورة هود: آية (114).
(¬5) صحيح ابن حبان (3/ 116) (4/ 65)، ومسند البزاز، ينظر كشف الأستار (1/ 174)، وأورده الهيثمي في مجمع البحرين (1/ 416).
(¬6) رواه أحمد في مسنده، وصحح أحمد شاكر إسناده، ينظر مسند أحمد (1/ 513) 513، وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد (1/ 297) وقال: رجاله رجال الصحيح.
(¬7) تفسير الطبري (15/ 510) 18651، 18653، 18654، 18657، زاد المسير (4/ 168).

الصفحة 640