كتاب تفسير التابعين (اسم الجزء: 2)

في القرآن قبل أن أخرج من المسجد فذهب النبي صلى الله عليه وسلم ليخرج، فذكرته، فقال: الحمد لله رب العالمين، هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته» (¬1).
وهذا التأويل هو المروي عن أبي العالية (¬2)، وسعيد بن جبير وإبراهيم، والحسن، ومجاهد، وقتادة (¬3).
ومن ذلك أيضا بيانه صلى الله عليه وسلم لمعنى الأمة الوسط، التي وردت في قوله تعالى:
{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ} (¬4).
ففي الحديث عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً}، قال: «عدولا» (¬5)، وبهذا التفسير قال أهل التأويل، منهم: مجاهد (¬6)، وقتادة (¬7)، وعطاء (¬8).
ومنه أيضا ما بينه لابن عباس بالمراد بقوله تعالى: {وَأَدْبَارَ السُّجُودِ} (¬9)، قال صلى الله عليه وسلم لابن عباس: «يا ابن عباس ركعتان بعد المغرب أدبار السجود» (¬10).
¬__________
(¬1) سورة الحجر: آية (87)، والحديث أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب التفسير، باب: «ولقد آتيناك سبعا من المثاني»، ينظر الفتح (8/ 381)، والمستدرك (1/ 533)، ومشكل الآثار (1/ 467) (2/ 77)، وينظر كتاب المأثور في تفسير الفاتحة (34).
(¬2) تفسير الطبري (14/ 55).
(¬3) المرجع السابق (14/ 56)، وزاد المسير (4/ 413)، وفتح القدير (3/ 141).
(¬4) سورة البقرة: آية (143).
(¬5) سنن الترمذي، كتاب تفسير القرآن، باب (ومن سورة البقرة «3») (5/ 207) 2961، ومسند أحمد (3/ 9، 32)، وذكره الهيثمي في المجمع (6/ 316)، وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح.
(¬6) تفسير الطبري (3/ 144) 2170، 2171، 2177، وزاد المسير (1/ 154).
(¬7) تفسير الطبري (3/ 144) 2172، 2173، وتفسير عبد الرزاق (1/ 60).
(¬8) تفسير الطبري (3/ 145) 2177.
(¬9) سورة (ق): آية (40).
(¬10) تفسير الطبري (26/ 181)، وأورده السيوطي في الدر، وعزاه للترمذي، وابن جرير، وابن أبي حاتم، وابن مردويه، والحاكم وصححه، عن ابن عباس بنحوه (7/ 160).

الصفحة 641