كتاب تفسير التابعين (اسم الجزء: 2)

وهذا هو المأثور عن التابعين وبه قال مجاهد، والشعبي، وإبراهيم، والحسن، وعطاء، وقتادة (¬1).
ولما وردت الرواية عنه صلى الله عليه وسلم عند تفسير قوله تعالى: {لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ} (¬2)، قال ابن عباس: حالا بعد حال، قال هذا نبيكم صلى الله عليه وسلم (¬3).
وبهذا قال أهل التأويل: كعكرمة، والحسن، وسعيد، ومجاهد، وقتادة، والشعبي (¬4).

مسالك التابعين في تفسيرهم للقرآن بالسنة:
لم يكن تفسير التابعين للآيات التي يتناولونها بالتفسير بالسنة محصورا في كيفية واحدة، بل تعددت طرقهم في ذلك وتنوعت، ويمكن لدارس تفسيرهم أن يلحظ ستة طرق واضحة، سلكها التابعون في استفادتهم من السنة لتفسير القرآن، وهي:

1 - اعتماد الحديث الوارد في تفسير الآية صراحة
، وهنا لا نجد اختلافا يذكر بين التابعين لأن الحديث نص في تفسير الآية، ومن هذا الباب ما سبق ذكره في المبحث السابق من آيات اتفق التابعون على تفسيرها، ومن أمثلته أيضا سوى ما ذكر.
ما ورد عن الحسن عند تفسير قوله عز وجل: {مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا}، قال: بلغنا أن نبي الله صلّى الله عليه وسلّم قال له قائل أو رجل: يا رسول الله ما السبيل إليه قال: «من وجد زادا وراحلة» (¬5).
¬__________
(¬1) تفسير الطبري (26/ 182180)، وزاد المسير (7/ 24)، والدر (7/ 611).
(¬2) سورة الانشقاق: آية (19).
(¬3) صحيح البخاري، كتاب التفسير، باب (لتركبن طبقا عن طبق)، ينظر الفتح (8/ 698) 4940، وزاد المسير (9/ 67)، وأورده السيوطي في الدر، وعزاه إلى البخاري عن ابن عباس (8/ 459).
(¬4) تفسير الطبري (30/ 123)، وزاد المسير (9/ 68)، والدر (8/ 460).
(¬5) سورة آل عمران: آية (97)، والحديث أخرجه الطبري في تفسيره (7/ 41، 42) 7488، 7490، ينظر سنن الترمذي، كتاب المناسك (2/ 967) 2896، ومستدرك الحاكم (1/ 442)، وسنن الدارقطني (2/ 216)، والسنن الكبرى للبيهقي (4/ 330)، وأورده الزيلعي في تخريج أحاديث الكشاف (1/ 201) 212، والمناوي في الفتح السماوي (1/ 382) 277.

الصفحة 642