كتاب تفسير التابعين (اسم الجزء: 2)

وعنه في تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ} (¬1)، قال: قالت عائشة: يا رسول الله {يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ} فأين الناس يومئذ قال: «إن هذا الشيء ما سألني عنه أحد، قال: على الصراط يا عائشة» (¬2)، وجاء مثله عن مسروق، والشعبي وقتادة مرسلا (¬3).
وعن الحسن أيضا قال: بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قفل من غزوة العسرة، ومعه أصحابه بعد ما شارف المدينة قرأ: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (1) يَوْمَ تَرَوْنَهَا}، الآية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أتدرون أي يوم ذلكم قيل: الله ورسوله أعلم، قال: إنه لم يكن رسولان إلا كان بينهما فترة من الجاهلية، فهم أهل النار، وإنكم بين ظهراني خليقتين لا يعادهما أحد من أهل الأرض إلا كثروهم، وهم يأجوج ومأجوج، وهم أهل النار، وتكمل العدة من المنافقين» (¬4).
ومثل هذه الأمثلة عن الحسن تؤكد ما سبق من منهجه في الإرسال، وكونه يحرص على إيراد الشواهد من تفسيره صلى الله عليه وسلم على مواعظه وتذكيره (¬5).

2 - تفسير الآية بحديث يتشابه معها في بعض الألفاظ:
وهنا يربط المفسّر بين الألفاظ التي وقعت في آية، فيرى أن الحديث يفسرها
¬__________
(¬1) سورة إبراهيم: آية (48).
(¬2) تفسير الطبري (13/ 253)، وسنن الترمذي (5/ 296) 3121، ومسند الحميدي (1/ 132)، وصحيح ابن حبان (9/ 237)، والمستدرك (2/ 352)، وشرح السنة للبغوي (15/ 107 108).
(¬3) تفسير الطبري (13/ 253)، وتفسير عبد الرزاق (2/ 344).
(¬4) سورة الحج: آية (1)، والأثر في تفسير الطبري (17/ 111)، ومسند الحميدي (2/ 367)، وصحيح ابن حبان (9/ 224)، وموارد الظمآن (434)، ومستدرك الحاكم (2/ 234).
(¬5) لمزيد من الأمثلة عن التابعين في هذا تراجع الآثار في تفسير الطبري 201، 235، 236، 2526، 8805، 8808، 9377، 2773، 7269، 7270، 12323، 17704، 19403، (30/ 321) (30/ 200).

الصفحة 643