كتاب تفسير التابعين (اسم الجزء: 2)

لتشابه بعض ألفاظه بألفاظ الآية، فمن ذلك ما جاء في تفسير قوله تعالى: {يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفى َ مِنْكُمْ خَافِيَةٌ} (¬1)، فقد أسند الحسن عن أبي موسى الأشعري قال:
تعرض الناس ثلاث عرضات، فأما عرضتان فجدال ومعاذير، وأما الثالثة فعند ذلك تطير الصحف في الأيدي، فآخذ بيمينه، وآخذ بشماله (¬2).
وعن قتادة في الآية نفسها قال: ذكر لنا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول فذكر الحديث (¬3).
فهنا ربط الحسن وقتادة، بين (العرض) في الآية، و (العرض) في الحديث، ففسرا الآية بالحديث.
وعند قوله عز وجل: {فَكُّ رَقَبَةٍ} (¬4)، قال الحسن: ذكر لنا أنه ليس مسلم يعتق رقبة مسلمة، إلا كانت فداءه من النار (¬5).
وعن قتادة قال: ذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم سئل عن الرقاب أيها أعظم أجرا قال:
«أكثرها ثمنا» (¬6).
وعن الحسن في قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلى َ أَهْلِهَا} (¬7)،
¬__________
(¬1) سورة الحاقة: آية (18).
(¬2) تفسير الطبري (29/ 59)، وأورده السيوطي عن أبي موسى يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه، وعزاه إلى أحمد، وعبد بن حميد، والترمذي، وابن ماجة، وابن أبي حاتم، وابن مردويه (8/ 271).
(¬3) تفسير الطبري (29/ 60)، تفسير عبد الرزاق (3/ 314)، وأورده السيوطي في الدر، وعزاه إلى عبد بن حميد عن قتادة به (8/ 270).
(¬4) سورة البلد: آية (13).
(¬5) تفسير الطبري (30/ 202)، وأورده السيوطي في الدر، وعزاه إلى ابن جرير، وعبد بن حميد، عن الحسن به (8/ 523).
(¬6) تفسير الطبري (30/ 202)، وأورده السيوطي في الدر، وعزاه إلى ابن جرير عن قتادة به (8/ 523).
(¬7) سورة النساء: آية (58).

الصفحة 644