كتاب تفسير التابعين (اسم الجزء: 2)

قال: إن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: «أدّ الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك» (¬1)، وجاء عن الحسن أيضا في تفسير قوله سبحانه: {وَمَنْ كَانَ فَقِيراً فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ} (¬2)، قال: قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم: إن في حجري يتيما أفأضربه قال: «فيما كنت ضاربا منه ولدك قال: أفأصيب من ماله قال: بالمعروف، غير متأثّل مالا (¬3)، ولا واق مالك بماله» (¬4).
فهنا لاحظ الحسن أن الآية والحديث في موضوع اليتيم، ثم لاحظ أن الآية ذكرت الأكل من مال اليتيم (بالمعروف)، وتكرر ذلك اللفظ في الحديث (بالمعروف)، فذكر الحديث تفسيرا للآية.

3 - استنباط تفسير الآية من حديث يتشابه معها في موضوعها.
ويقوم المفسّر هنا بالربط بين ما في الآية وما في الحديث، فيفسّر الآية بالحديث اجتهادا منه أن ذلك القول النبوي مما يدخل في تفسير هذه الآية.
فمن ذلك ما جاء في تفسير قوله سبحانه: {إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسى َ إِنِّي مُتَوَفِّيكَ} (¬5)، قال الربيع: يعني وفاة المنام، رفعه الله في منامه، قال الحسن: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
¬__________
(¬1) تفسير الطبري (8/ 493، 494) 9850، قال ابن كثير: وفي حديث الحسن عن سمرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وذكر الحديث، (2/ 298)، والحديث رواه أحمد في مسنده (3/ 414)، والدارقطني في سننه (3/ 35)، والطبراني في المعجم الصغير (188) 466.
(¬2) سورة النساء: آية (6).
(¬3) قال ابن الأثير: غير متأثل مالا، أي غير جامع، يقال مال مؤثّل، ومجد مؤثّل أي مجموع ذو أصل، اه، ينظر النهاية (1/ 23)، وغريب الحديث لأبي عبيد (1/ 192).
(¬4) تفسير الطبري (7/ 593) 8648، والسنن الكبرى للبيهقي (6/ 4)، وتفسير عبد الرزاق (1/ 148)، والمصنف لابن أبي شيبة (6/ 379).
(¬5) سورة آل عمران: آية (55).

الصفحة 645