وفي تفسير قوله سبحانه: {وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ} (¬1)، قال قتادة: كنا نحدّث أن أرواح الشهداء تعارف في طير بيض يأكلن من ثمار الجنة (¬2).
وجاء نحو ذلك عن عكرمة، ومجاهد، والربيع (¬3).
4 - اقتباس تفسير الآية من لفظ الحديث دون أن يرفعه للرسول صلى الله عليه وسلم:
وفي هذا الطريق يأتي المفسّر إلى الآية فيلحظ فيها معنى من المعاني الثابتة في السنة، فيفسّر الآية بعبارات الحديث دون أن يذكر أنه من كلام النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا يدلّ على تشبعهم بالألفاظ النبوية، حتى إنهم ليفسّرون بها، وتكون كلماتهم وحروفهم إذا تكلموا أو فسروا.
فمن ذلك ما جاء عن عطاء في تفسير قوله تعالى: {وَلَا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ أَنْ تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ} (¬4)، قال: الإنسان يحلف أن لا يصنع الخير، والأمر الحسن، يقول: (حلفت) قال الله: افعل الذي هو خير، وكفّر عن يمينك، ولا تجعل الله عرضة (¬5).
فقوله: (افعل الذي هو خير وكفّر عن يمينك) هو معنى حديث قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم:
«من حلف على يمين فرأى غيرها خيرا منها فليأت الذي هو خير، وليكفّر عن يمينه» (¬6).
¬__________
(¬1) سورة البقرة: آية (154).
(¬2) تفسير الطبري (3/ 215) 2319، 2320، وتفسير عبد الرزاق (1/ 63)، وفتح القدير (1/ 159).
(¬3) تنظر الآثار في تفسير الطبري (3/ 215) 23222317.
(¬4) سورة البقرة: آية (224).
(¬5) تفسير الطبري (4/ 421) 4356، وزاد المسير (1/ 254)، وفتح القدير (1/ 231).
(¬6) رواه مسلم في صحيحه، كتاب الإيمان، باب ندب من حلف يمينا فرأى غيرها خيرا منها أن