كتاب تفسير التابعين (اسم الجزء: 2)

وهذا هو الذي قاله عطاء: (افعل الذي هو خير وكفّر عن يمينك)، وجاء نحوه عن سعيد بن جبير، وإبراهيم النخعي في تفسير قوله تعالى: {لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ} (¬1)، ومنه ما جاء عن عكرمة في تفسير قوله تعالى: {وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقاً غَلِيظاً} (¬2)، قال: أخذتموهن بأمانة الله، واستحللتم فروجهن بكلمة (¬3) الله، وهذا اقتباس من حديث جابر رضي الله عنه في صفة الحج، وذلك في خطبة الوداع (¬4) ولم يرفعه عكرمة للنبي صلى الله عليه وسلم، ومن ذلك أيضا ما جاء في تفسير قوله تعالى: {وَاضْرِبُوهُنَّ} (¬5)، فقد جاء عن سعيد بن جبير، والشعبي، وعكرمة، والحسن، وقتادة، وعطاء، والسدي، ومحمد بن كعب، في تفسير الضرب أنه ضرب غير مبرح (¬6).

5 - استنباط معنى الآية بمعرفة حكم مقرر في السنة:
ونجد المفسّر في هذا الطريق يربط بين حكم الآية، والحكم المقرر المعروف عنده، فيحمل الآية على الحديث الذي ثبت به الحكم، فمن ذلك ما ورد عن الحسن في تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً} (¬7).
¬__________
يأتي الذي هو خير (3/ 1272) 1650، وأخرجه الطيالسي في مسنده، ينظر منحة المعبود (1/ 247) 1218، وأحمد في مسنده (4/ 256، 257، 258).
(¬1) سورة البقرة: آية (225)، ينظر تفسير الطبري (4/ 422) 4364.
(¬2) سورة النساء: آية (21).
(¬3) تفسير الطبري (8/ 129) 8934، وأورده السيوطي في الدر، وعزاه لابن أبي شيبة عن عكرمة، ومجاهد به (2/ 468)، وفتح قدير (1/ 443).
(¬4) رواه مسلم، في كتاب الحج، باب حجة النبي صلى الله عليه وسلم (2/ 886) 147، وأحمد في مسنده (5/ 73)، وابن ماجة، في كتاب المناسك، باب حجة رسول الله صلى الله عليه وسلم (2/ 1022) 3074.
(¬5) سورة النساء: آية (34).
(¬6) تفسير الطبري (8/ 311) 9377، 9378، 9379، 9383، 9384، 9385، 9390، 9391، 9393، 9394، 9395، والدر المنثور (2/ 523521).
(¬7) سورة الأنعام: آية (158).

الصفحة 648