كتاب تفسير التابعين (اسم الجزء: 2)

قال الحسن: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بادروا بالأعمال ستا: طلوع الشمس من مغربها، والدجال، والدخان، ودابة الأرض، وخويصة أحدكم (¬1)، وأمر العامة» (¬2).
فهنا كان حكم المبادرة ثابتا عن الحسن من هذا الحديث، فلحظ أن الآية تحض على الإيمان، والعمل به قبل مجيء الآيات، فربط الحسن بينهما، فجعل الآيات المذكورة في الآية هي من المذكورات في الحديث، والله أعلم.
وبنحوه جاء في تفسيرها عن مجاهد أنه قال: طلوع الشمس من مغربها (¬3).

6 - معرفة تفسير الآية بسبب النزول:
وهنا يتجه المفسّر إلى الحديث، فيستفيد منه معرفة سبب النزول مما يعين على فهم الآية.
فمن ذلك ما ورد عن الحسن في تفسير قوله تعالى: {وَلَا تَتَّخِذُوا آيَاتِ اللَّهِ هُزُواً} (¬4)، قال: إن الناس كانوا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يطلّق الرجل أو يعتق فيقال:
ما صنعت فيقول: إنما كنت لاعبا! قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من طلّق لاعبا، أو أعتق لاعبا، فقد جاز عليه»، قال الحسن: وفيه نزلت: {وَلَا تَتَّخِذُوا آيَاتِ اللَّهِ هُزُواً} (¬5).
¬__________
(¬1) (وخويصة أحدكم) يريد حادثة الموت، التي تخص كل إنسان، وهي تصغير خاصة، وصغرت لاحتقارها في جانب ما بعدها من البعث والعرض والحساب، ينظر حاشية كتاب الإيمان لابن مندة (2/ 921).
(¬2) تفسير الطبري (12/ 265) 14248، وكتاب الإيمان لابن مندة (2/ 921) 10111007، ومستدرك الحاكم (4/ 516)، وشرح السنة للبغوي (15/ 44) 4249، وأورده الزيلعي في أحاديث الكشاف (1/ 45) 23.
(¬3) تفسير الطبري (12/ 263) 14240، وزاد المسير (3/ 156).
(¬4) سورة البقرة: آية (231).
(¬5) تفسير الطبري (5/ 13) 4924، وتفسير ابن كثير (1/ 414)، وأورده السيوطي في الدر، وعزاه إلى ابن أبي شيبة، وابن جرير، وابن أبي حاتم، عن الحسن بنحوه (1/ 683)، وأورده ابن حجر في المطالب العالية بلفظ مقارب (3/ 306) 3539، وذكره الهيثمي وعزاه للطبراني، وقال: فيه عمرو بن عبيد، وهو من أعداء الله (4/ 288).

الصفحة 649