كتاب تفسير التابعين (اسم الجزء: 1)

ابتدأ يحيى طلبه للعلم على شيوخ البصرة، فأخذ القراءات، وروى الحروف عن أصحاب الحسن البصري، وروى عن مشايخ أهل البصرة وسمع منهم (¬1)، وهذا ما نلاحظه على منهجه في الإكثار من الرواية عن الحسن، وقتادة، وجاء بعدهما بمراحل ما رواه عن ابن عباس، ومجاهد (¬2).
وهذا التفسير عرفت روايته في إفريقية، والمغرب، والأندلس، وكانوا يهتمون به جدا، حتى كان منهم من يحفظه، وقد تناقلوه بالأسانيد (¬3).

تفسير عبد بن حميد:
¬__________
5*
وهو من التفاسير المسندة المفقودة، ويمكننا أن نأخذ صورة إجمالية لمنهجه في إيراد تفسير التابعين، من خلال الاستفادة من مصدر ثانوي نقل عنه كثيرا، وهو الدر المنثور في التفسير بالمأثور، فبعد مراجعة ما أورده السيوطي من طريق عبد بن حميد، وجدت إكثاره من الرواية عن قتادة، ومجاهد، ثم ابن عباس، والحسن وأما ما روى عن غيرهم فقليل (¬4).
(¬1) السير (9/ 396)، وغاية النهاية (2/ 373).
(¬2) رجعت إلى مختصره لابن أبي زمنين، فوجدت المروي عن الحسن حتى نهاية سورة آل عمران (111) قولا، وعن قتادة (109) أقوال، في حين كان عن ابن عباس (30) قولا، وعن مجاهد (27) قولا.
وينظر في بيان منهج يحيى، مقدمة تحقيق تفسير كتاب الله العزيز، لهود الهواري (1/ 29).
(¬3) معالم الإيمان (2/ 284)، وفهرست ابن خير (56)، ومقدمة مختصر تفسير يحيى (1/ 4).
(¬5) * عبد بن حميد بن نصر أبو محمد الكسي مصنف المسند الكبير، والتفسير، روى عن عبد الرزاق الصنعاني وغيره، مات سنة تسع وأربعين ومائتين، ينظر التذكرة (2/ 534)، وتبصير المنتبه بتحرير المشتبه (3/ 1218) والرسالة المستطرفة (50).
(¬4) بعد مراجعتي لسورتي البقرة، وآل عمران، في الدر المنثور، وجدت أن المروي عن قتادة بلغ (249) قولا، وعن مجاهد بلغ (235) قولا، وعن ابن عباس رضي الله عنهما بلغ (122) قولا، وعن الحسن بلغ (62) قولا.

الصفحة 73