كتاب تفسير التابعين (اسم الجزء: 1)

تفسير ابن جرير الطبري:
¬__________
4*
وهو الكتاب الرئيس، والأساس الذي اعتمد عليه في استخلاص كثير من النتائج، وفي عقد العديد من المقارنات، والسبب في ذلك يرجع إلى جملة من الأمور من أهمها:
1 - أن تفسيره من أضخم، وأوسع كتب التفسير بالأثر، وقد فاق غيره من مفسري المتقدمين (¬1)، والمعاصرين له (¬2)، والمتأخرين عنه (¬3)، في إيراد العدد الكبير من الآثار في تفسيره.
يقول السيوطي: وله التصانيف العظيمة، منها: تفسير القرآن، وهو أجل التفاسير لم يؤلف مثله وذلك لأنه جمع فيه بين الرواية، والدراية، ولم يشاركه في ذلك أحد
وقد كان جل اهتمامه بالمروي عن التابعين، فإن ما رواه من المرفوع عنه صلى الله عليه وسلم بلغ (32) رواية، وعن ابن مسعود رضي الله عنه بلغ (31) قولا، وعن عكرمة بلغ (35) قولا، وعن ابن جبير (31) قولا، وعن عطاء (25) قولا، وعن النخعي (21) قولا، وعن الشعبي (19)، قولا، وعن طاوس (9) أقوال، وغيرهم دونهم في ذلك.
(¬4) * مؤلفه هو محمد بن جرير بن يزيد بن كثير الطبري، المتوفى سنة عشر وثلاثمائة، واسم كتابه جامع البيان عن تأويل آي القرآن، ينظر معجم الأدباء (18/ 9440)، وطبقات الشافعية للسبكي (3/ 120)، والوافي بالوفيات (2/ 284)، وطبقات المفسرين للداودي (2/ 106).
(¬1) كتفسير سفيان الثوري، وتفسير عبد الرزاق الصنعاني، وتفسير يحيى بن سلام، وغيرهم.
(¬2) كتفسير ابن أبي حاتم (324هـ)، ولعقد مقارنة سريعة بينهما، رجعت إلى تفسير ابن أبي حاتم حتى نهاية الجزء الأول من القرآن، فوجدت الآثار المروية فيه بلغت (1331) أثرا، في حين كانت عند ابن جرير (2141) أثرا.
(¬3) من أهم وأشهر كتب التفسير بالمأثور عند المتأخرين كتاب السيوطي: الدر المنثور، وبعد الرجوع إليه، وجدت أن ابن جرير فاقه في كم ونوع المروي من الآثار، ففي العديد من الجوانب، كانت الآثار المروية عند ابن جرير في تفسيره كله بلغت ما يقارب (38397) أثرا، في حين كانت عند السيوطي (37060) أثرا، كما أن ابن جرير امتاز بإيراد الآثار التفسيرية ذات الصلة المباشرة ببيان الآية، في حين أن السيوطي عني كثيرا بإيراد، وحشد العديد من الآثار الواردة في فضائل القرآن من ترغيب، وترهيب، ونحوه.

الصفحة 74