كتاب تفسير التابعين (اسم الجزء: 1)

الفصل الأول أشهر رجال مدارس التفسير في عصر التابعين مادة الشين، والهاء، والراء تدل في الأصل على الظهور، والوضوح وعدم الخفاء، يقال: شهره يشهره شهرا، وشهرة فاشتهر، وشهّره تشهيرا، واشتهره فاشتهر، إذا أظهره ووضحه.
وسمي القمر شهرا لوضوحه، وظهوره، وسمي سل السيف وإخراجه من غمده شهرا لأنه بذلك يبرز، ويظهر، ويتضح (¬1).
وقولي في ترجمة هذا الفصل: أشهر رجال المدارس لا يخرج عن مدلول هذه المادة في أصلها اللغوي ذلك أني عنيت به من برز من التابعين، وظهر فضله في مجال التبيان، وبان علمه في مضمار تأويل القرآن، لكثرة تعرضه له بالبيان، ووفرة المروي عنه في هذا الميدان، فاشتهر من بين سائر الأقران، إما بالنسبة لعموم التابعين، أو صار يشار إليه في مدرسته بالبنان.
وقد انتقيت من كل مدرسة أكثر التابعين فيها رواية ودراية في التفسير، وجعلته ممثلا لتلك المدرسة. وهذا الفصل يعد من أطول فصول هذا البحث، وأهمها، فقد درست فيه تفسير أولئك المشاهير من خلال النظر في كلامهم، واختياراتهم لأن في ذلك استقراء لأفكارهم، وتتبعا لمناهجهم، حتى يكون الإدراك لمناهجهم مقاربا للتمام والإنصاف، ويكون الحكم على آرائهم حكما صحيحا، وتكون مقارنته ومقابلته لغيره
¬__________
(¬1) لسان العرب (4/ 433431)، وتاج العروس (12/ 266262).

الصفحة 87