كتاب تفسير التابعين (اسم الجزء: 1)

المقدمة
إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} (¬1) {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَائَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً} (¬2).
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيداً (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً} (¬3).
الحمد لله الذي شرفنا على الأمم بالقرآن المجيد، ودعا فيه إلى الأمر الرشيد، وقوم به نفوسنا بين الوعد والوعيد، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد، أحمده على التوفيق للتحميد، وأشكره على الإتمام والتسديد، وأسأله من فضله المزيد.
أما بعد: فإن للمعارف على تعدد أنواعها، واختلاف مشاربها فوائد لا تجحد، وثمرات لا تنكر، وأهم ذلك وأشرفه ما قرّب العبد إلى مولاه، وكان سببا في نيل رضاه.
¬__________
(¬1) سورة آل عمران: آية (102).
(¬2) سورة النساء: آية (1).
(¬3) سورة الأحزاب: آية (70، 71).

الصفحة 9