كتاب الأشربة وذكر اختلاف الناس فيها لابن قتيبة
وَيَرَوْنَ أَتَمَّ ذَلِكَ لَذَّةً أَظْهَرَهُ، وَأَنْقَصَهُ مَسَرَّةً أَسْتَرَهُ، فَقَالَ قَائِلُهُمْ:
فَبُحْ بِاسْمِ مَنْ تَهْوَى وَدَعْنِي مِنَ الْكُنَى ... فَلَا خَيْرَ فِي اللَّذَّاتِ مِنْ دُونِهَا سِتْرُ
وَقَالَ أَيْضًا:
جَرَيْتُ مَعَ الصِّبَا طَلَقَ الجموح ... وهان علي ما
ثور القبيح وربما كفروا بالله مجنوناً، وَكَذَّبُوا الرُّسُلَ، وَجَحَدُوا بِالنُّشُورِ وَالْبَعْثِ، فِي حَالِ شُرْبِهِمْ قَالَ الْوَلِيدُ:
قَرِّبَا مِنِّي خَلِيلِي ... عَبْدَلًا دُونَ الشِّعَارِ
وَاسْقِيَانِي وَابْنَ حَرْبٍ ... وَاسْتُرَانَا بِالْإِزَارِ
فَلَقَدْ أيْقَنْتُ أَنِّي ... غَيْرُ مبعوث لنار
سأروض الناض حَتَّى ... يَرْكَبُوا دِينَ الْحِمَارِ
وَاتْرُكَا مَنْ طَلَبَ الْجَنَّةَ ... يَسْعَى فِي خسار
الصفحة 159