كتاب الأشربة وذكر اختلاف الناس فيها لابن قتيبة

وَالرَّائِحَةُ قَدْ تَلْتَبِسُ وَتَشْتَبِهُ بِغَيْرِهَا وَكَيْفَ يَخْرُقُ ظُهُورَ الْمُسْلِمِينَ عَلَى الظُّنُونِ وَظَهْرُ الْمُسْلِمِ حِمًى لَا يُبَاحُ إِلَّا بِيَقِينٍ وَقَدْ يَأْكُلُ الرَّجُلُ الْكُمَّثْرَى وَالتُّفَّاحَ وَالسَّفَرْجَلَ وَيَشْرَبُ الْمُشْبِهَ النَّبِيذَ فَيُوجَدُ مِنْهُ رَائِحَةُ النبيذ.
وكان الْأُقَيْشِرُ أُخِذَ وَقَدْ شَرِبَ واسْتُنْكِهَ فوجدوا منه رائحة نبيذ ظَاهِرَةً فَقَالَ:
يَقُولُونَ لِي انْكَهْ قَدْ شَرِبْتَ مُدَامَةً ... فَقُلْتُ لَهُمْ لا بل أكلت سفرجل
وقالوا وَجَدْنَا النَّاسَ ثَلَاثَةَ أَصْنَافٍ: أَصْحَابَ الرَّأْيِ وَهُمْ جَمِيعًا مُجْمِعُونَ عَلَى تحليلة أو حنيفة وأبو يوسف

الصفحة 179