كتاب المختلف فيهم

وأقل ما في أمر هذا الرجل، أن يكون حديثه لا يحتج به إلا أن يروي حديثاً يشاركه فيه الثقات، فإذا انفرد هو بحديث لم يعمل به لتفضيل سفيان له 1.
ذكر جعفر بن سليمان الضُّبَعِيُّ
روى ابن شاهين، أن يحيى قال في رواية يزيد بن الهيثم عنه: جعفر بن سليمان الضبعي، ثقة يتشيع وليس به بأس2. وفي رواية العباس بن محمد عنه أنه قال: ثقة، وأن يحيى بن سعيد القطان كان لا يكتب حديثه 3.
وقال محمد بن عبد الله بن عمار: هو ضعيف 4.
قال أبو حفص: وهذا الخلاف في جعفر من ابن عمار في ضعفه، ومن يحيى بن سعيد في تركه لعلَّة المذهب. لأنه يُروى عنه أنه قيل له: تشتم أبابكر وعمر؟ فقال شتمهما لا ولكن بغضاً، ما شئت5. وهو أستاذ عبد الرزاق.
__________
1 أرى أنه ضعيف لا يحتج به سواء شاركه الثقات أم لا. لأنه إذا نفرد فهو ضعيف، وإذا شاركه الثقات فنأخذ بأحاديثهم وندع هذا أما الثوري فليس من مذهبه ترك الرواية عن الضعفاء. بل كان يؤدي الحديث على ما سمع لأنه يرغب الناس في كتابه الأخبار، ويطلبوها في المدن والأمصار.
انظر المجروحين (1/209) .
2 الثقات (ص55) ، الترجمة رقم (166) .
3 التاريخ (2/86) .
4 الضعفاء لابن شاهين (66) ، الترجمة رقم (93) .
5 قال ابن عدي: سمعت الساجي يقول: وأما الحكاية التي رويت عنه ـ يعني حكاية شتم الشيخين ـ إنما عنى به جارين كانا له، وقد تأذى بهما، يسمى أحدهما أبابكر، ويسمى الآخر عمر، فسئل عنهما فقال: السب لا، ولكن بغضاً يا لك، ولم يعن به الشيخين، أو كما قال.
قلت: والذي يدل على هذا القصد ما ذكره ابن عدي في ختام ترجمته حيث قال: وقد روى في فضائل الشيخين أيضاً كما ذكرت، وأحاديثه ليست بالمنكرة، وما كان منها منكراً فلعل البلاء فيه من الراوي عنه.
وقال الإمام الذهبي تعقيباً على الساجي: ما هذا ببعيد. جعفر قد روى أحاديث من مناقب الشيخين رضي الله عنهما … انتهى بتصرف.
انظر الكامل (2/568) ، ميزان الاعتدال (1/410) ، تهذيب التهذيب (2/95) .

الصفحة 23