كتاب المختلف فيهم

وقيل لعبد الرزاق: ممن أخذت التشيع؟ فقال: من جعفر بن سليمان، وما رأيت من طعن في حديثه إلا محمد بن عبد الله بن عمار الموصلي [بقوله جعفر بن سليمان. ضعيف] 1.
الحارث الأعور، والخلاف فيه
ذكر ابن شاهين بإسناده عن مغيرة، وجرير بن حازم عن الشعبي أنه قال: الحارث الأعور من أحد الكذابين.
قال أبو حفص: وفي هذا الكلام من الشعبي في الحارث نظر، لأنه قد روى هو أنه رأى الحسن والحسين يسألان الحارث عن حديث علي، وهذا يدل على أن الحارث صحيح في الرواية عن علي، ولولا ذلك لما كان الحسن والحسين مع علمهما وفضلهما يسألان الحارث، لأنه كان وقت الحارث من هو أرفع من الحارث من أصحاب علي، فدل سؤالهما للحارث على صحة روايته.
ومع ذلك فقد قال يحيى بن معين: ما زال المحدثون يقبلون حديثه. وهذا من قول يحيى بن معين الإمام في هذا الشأن، زيادة لقبول الحارث وثقته، وقد وثقه أحمد بن صالح المصري إمام أهل مصر في الحديث، فقيل لأحمد بن صالح، قول الشعبي: حدثنا الحارث وكان ابن شاهينقال أحمد بن صالح: لم يكن يكذب في الحديث. إنما كان كذبه في رأيه2.
__________
1 ما بين القوسين زيادة من تهذيب التهذيب (2/97) .
2 الضعفاء لابن شاهين (69) رقم (104) ، الثقات (71) رقم (282) .
قلت: قال الدوري عن ابن معين: لا بأس به.
وفي رواية الدارمي عنه: ثقة. وتعقبه الدارمي بقوله: لا يتابع عليه، وقد نقل الإمام الذهبي عن ابن معين أنه قال: ضعيف.
ومعنى هذا أن الإمام يحيى بن معين وافق غيره من الأئمة في تضعيف الحارث، أما توثيق أحمد بن صالح فلا يعتمد عليه، لأنه خالف جماعة من أئمة النقد منهم الإمام النسائي، وأبو حاتم الرازي والدارقطني وابن حبان، والحق في أمره أنه ضعيف يتقوى حديث إذا وجدنا له متابعاً. وقد روى له النسائي حديثاً واحداً في السنن مقروناً بابن ميسرة وآخر في اليوم والليلة متابعة.
أما تكذيب الشعبي وغيره فيحمل على أنه كان يكذب في حكايته، أو في رأيه أما الحديث فلا. وقد أورد الحافظ ابن حجر أقوال النقاد فيه وتوصل إلى أن الشعبي كذبه في رأيه، ثم قال الحافظ: في حديثه ضعف. ويرى الإمام ابن شاهين أنه ثقة. وهو تساهل منه رحمه الله.
انظر التاريخ لابن معين (2/93) ، الدارمي (90) ، ميزان الاعتدال (1/435) ، تهذيب التهذيب (1/145) ، تقريب التهذيب (1/141) .

الصفحة 24