كتاب المختلف فيهم

قال أبو حفص: وهذا الخلاف في سعيد، بين يحيى، وشعبة، متباعد جداً، والقول عندي فيه قول شعبة، وذلك لأنهما متقاربان في الوقت، ولو كانت خاله توجب الذم، لكان شعبة بذلك أولى وأعلم، لأنه كان فارس العلم [] * ويجوز أن يكون بلغه عنه شيء أنكره، وإلا فحديثه من جهة الثقات عنه جيد من كبار أصحاب قتادة 1.
ذكر، سلم العلوي، والخلاف فيه
روى ابن شاهين، بإسناده عن مخلد بن حسين قال: قيل لسلم العلوي ترى الجوزاء نصف النهار؟ قال: نعم أمثال القلال.
وأن شعبة قال: كان سلم العلوي، يرى الهلال قبل الناس.
وعن يحيى بن معين أنه سئل عن سلم العلوي؟ فقال: لا بأس به، فقيل: أليس الذي يقول فيه شعبة: ذاك الذي يرى الهلال [قبل الناس؟] ** فقال: ليس بأس، كان يرى الهلا قبل الناس، كان حديد البصر 2.
__________
* في الأصل عبارة غير واضحة، ولم أتمكن من الوصول إلى معرفة قصد المؤلف فيما راجعت من المراجع، وصورتها هكذا: [وهو يحيى ابن شعبة درج] .
1 قلت: ترجيح قول شعبة فيه نظر، لأن النقاد تكلموا عليه من قبل حفظه، والأولى أن يجعل في مرتبة صدوق يهم، وقد تشدد الحافظ ابن حجر في الحكم عليه بالضعف وخالف بهذا الحكم جماعة من النقاد، قال ابن أبي حاتم: سمعت أبي وأبازرعة ذكرا سعيد بن بشير، فقالا: محله الصدق عندنا، قلت لهما: يحتج بحديثه؟ فقالا: يحتج بحديث ابن أبي عروبة، والدستوائي، هذا شيخ يكتب حديثه، وقال ابن أبي حاتم، سمعت أبي ينكر على من أدخله في كتاب الضعفاء وقال: يحول منه.
وقال ابن عدي: يهم في الشيء بعد الشيء، والغالب على حديثه الاستقامة، والغالب عليه الصدق، انظر الجرح والتعديل (4/6) ، الكامل لابن عدي (2/1206) ، ميزان الاعتدال (2/128) ، الكاشف (1/356) ، تهذيب التهذيب (4/8) ، تقريب التهذيب (1/292) .
** الزيادة من ثقات ابن شاهين.
2 الضعفاء لابن شاهين (102) رقم (266) ، الثقات (103) رقم (479) .

الصفحة 35