كتاب المختلف فيهم

قال أبو حفص: وهذا الكلام في العلاء وسهيل يوجب النظر، وهما عندي على حكم الثقة والأمانة، وقد حدث عن العلاء وسهيل أجلاء العلماء. ولا أعرف أن لهما كثير حديث منكر، إلا حديثاً يرويه عنهما ضعيف، فأما الثقات عنهما فهو عجب من العجائب، ولهما فضل في العلم كبير.
ذكر، شريك بن عبد الله النخعي، والخلاف فيه
روى ابن شاهين، أن علي بن المديني قال: سمعت يحيى بن سعيد القطان يقول: قدم شريك مكة، فقيل لي: آته. فقلت: لو كان بين يدي ما سألته، وضعف حديثه جداً 1.
وعن يحيى بن معين أنه قال: شريك ثقة ثقة 2.
[قال أبو حفص] *: وهذا القول من يحيى بن سعيد القطان في شريك يحتمل حالة توجب تركه، لأن يحيى بن سعيد كان شديد الأخذ، وأما قول يحيى بن معين في ثقته فهو كما قال. وشريك بن عبد الله قد حدث عنه الناس، حدث عنه أبان بن تغلب ومات أبان قبل شريك بسبع وثلاثين، وحدث سفيان الثوري عن شريك، ومات الثوري قبل بست عشرة سنة 3.
__________
1 الضعفاء للعقيلي (2/193) ، الضعفاء لابن شاهين (107) بدون رقم.
2 الثقات لابن شاهين (114) رقم (552) .
* ساقط بن الأصل.
3 قلت: يرجح المؤلف توثيق ابن معين على تضعيف يحيى القطان، لأنه كان شديد الأخذ، وتوثيق ابن معين ليس مطلقاً. وقد حكم المؤلف على شريك بناء على نص واحد عن ابن معين، ولو أنه استوعب كل كلام ابن مهين فيه لتغير رأيه. لأن ابن معين له أقوال نقلها العلماء عنه.
فقال مرة: شريك ثقة، إلا أنه لا يتقن ويغلط. وقال معاوية بن صالح عن ابن معين: شريك صدوق ثقة إلا أنه إذا خالف فغيره أحب إلينا، ومن كان هذا حاله فلا يدرج مع الثقات، وبالمقابل لا يترك. بل ينظر فيما روى، فإن تابعه أحد عليه أخذنا بحديثه، وإلا توقفنا فيه، والله أعلم.
انظر التاريخ (2/251) ، ميزان الاعتدال (2/270) ، تهذيب التهذيب (4/333) .

الصفحة 38