كتاب المختلف فيهم

قيل ليحيى بن معين: فهذا الذي يحكي الناس أنه احترقت كتبه؟
قال: ليس لهذا أصل، سألت عنها بمصر 1.
وقال يحيى بن معين في موع آخر: ابن لهيعة ليس بشيء، تغير أو لم يتغير 2.
وعن أحمد بن صالح أنه سئل عن ابن لهيعة؟ فقال: ثقة. قيل له: فيما روى الثقات عن ابن لهيعة، ووقع فيها تخليط، نرى أن نطرح ذلك التخليط. قال: ثقة، ورفع بابن لهيعة 3.
قال أبو حفص: والقول في ابن لهيعة عندي قول أحمد بن صالح، لأنه من بلده ومن أعرف الناس به وبأشكاله من المصريين، وقد حدث شعبة بن الحجاج عن ابن لهيعة 4.
__________
1 الدارمي (97) رقم (298) .
2 المصدر السابق (108) رقم (342) ، والضعفاء لابن شاهين (118) رقم (332) .
3 الثقات لابن شاهين (125) رقم (625) .
4 هذا الكلام فيه قصور، لأن المؤلف لم ينقل عن الإمام أحمد بن صالح المصري كل ما قاله في ابن لهيعة. فقد نقل الساجي عن أحمد بن صالح: كان ابن لهيعة من الثقات، إلا أنه إذا لقن شيئاً حدث به.
قلت: وهذه تهمة تضعف رواية من يتصف بها، وقد جاء قبول التلقن بعد احتراق جزء من كتبه.
والحق في أمره، أنه ضعيف يقبل منه ما توبع من الأحاديث، وهو ما ذهب إليه الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله حيث قال: ما حديث ابن لهيعة بحجة، وإني لأكتب كثيراً مما أكتب أعتبر به، وهو يقوي بعضه ببعض، وابن خزيمة حيث قال: وابن لهيعة لست ممن أخرج حديثه في هذا الكتاب إذا انفرد، وإنما أخرجته لأن معه جابر بن إسماعيل.
وقد روى له الأئمة مقروناً بغيره، ويرى الحافظ ابن حجر أن رواية ابن المبارك، وابن وهب عنه أعدل من غيرها. والله أعلم.
انظر، ميزان الاعتدال (2/475) ، تهذيب التهذيب (5/373) ، تقريب التهذيب (2/444) .

الصفحة 47