كتاب المختلف فيهم

قال أبو حفص: وهذا الخلاف في عطاف يوجب التوقف، وليحيى فيه قولان، وهو عندي إلى قوله: إنه ليس به بأس، أقرب، وقد وافقه على ذلك أحمد بن حنبل وله أحاديث عن نافع لا أعلم أتى بها غيره، منها: نافع عن ابن عمر، أن النبي صلى الله عليه وسلم أقاد من خَدْش، ومنها: عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم: " لو تحر أهل الجنة … " الحديث، في أحاديث منكرة، والله أعلم 1.
ذكر عقبة بن الأصم، والخلاف فيه
روى ابن شاهين، أن يحيى بن معين قال: عقبة بن الأصم، ليس بثقة.
قال أبو سلمة التبوذكي: أخبرني الحسين بن عدي قال: نظرنا في كتاب عقبة بن الأصم، فإذا الأحاديث هذه التي يحدث بها عن عطاء، إنما هي في كتابه عن قيس بن سعد عن عطاء 2.
وعن أحمد بن صالح أنه سئل عن عقبة الأصم الذي يروي عنه يحيى بن حسان؟ فقال: ثقة.
قيل لأحمد: هو من أهل البصرة؟ فقال: نعم 3.
__________
1 قال ابن عدي: سمعت ابن أبي معشر يقول: كتبنا عن مخلد بن مالك كتاب عطاف قديماً، ولم يكن فيه هذا الحديث، كان ابن أبي معشر أومي إليّ أنْ لَقِّنْ مَخْلَد، هذا الحديث. وقال أيضاً: وللعطاف عن نافع عن ابن عمر غير هذه الأحاديث، والعطاف روى عنه أهل المدينة وغيرهم، ويروي قريباً من مائة حديث، كما قال أحمد بن حنبل، ولم أر بحديثه بأساً إذا حدث عنه ثقة، وقال ابن حبان: يروي عن نافع وغيره من الثقات ما لا يشبه حديثهم، وأحسبه كان يؤتى من سوء حفظه، فلا يجوز عندي الاحتجاج بروايته إلا فيما وافق الثقات، وقال الحافظ ابن حجر: صدوق يهم.
انظر، المجروحين (2/193) ، الكامل (5/2015) ، تقريب التهذيب (2/24) .
2 التاريخ (2/410) ، الضعفاء لابن شاهين (147) رقم (474) .
3 الثقات (173) رقم (1037) .

الصفحة 49