كتاب المختلف فيهم

قال أبو حفص: وهذا الخلاف في أمر عقبة، يحتمل أن يكون يحيى بن معين أعلم بعقبة من أحمد بن صالح. لأنه أخبر عن كتابه، أن بينه وبين عطاء، قيس بن سعد، وأحمد بن صالح. فلعله لم يخبر خبر يحيى بن معين، والله أعلم 1.
ذكر علي بن عاصم، والخلاف فيه
روى ابن شاهين، أن عثمان بن أبي شيبة قال: سألت يزيد بن هارون عن علي بن عاصم؟ فقال: ما زلنا نعرفه بالكذب.
وعن يحيى بن معين أنه قال: كأن أحاديثه الطوال أخذها من الصيادلة.
قال ابن أبي خيثمة: ولم يحدث أبي عنه بشيء، ولا أخرج عنه في تصنيفه شيئاً قط علمته، ويزيد بن زريع، وإسماعيل بن علية جميعاً قد طعنا عليه.
وعن بشر بن الحارث أنه قال: دخلت واسط فبدأت بعلي بن عاصم، فدخلت عليه وهو خلف حصن وبيده مسبحة طويلة، قال: فسألته عن أشياء، ثم أتيت خالداً [فسألته عنها فأنكرها كلها] * قال: ثم بلغني أنه قدم إلى هاهنا فأسقطوه لأنه غلط، إني لأرجو أن يسقطهم الله يوم القيامة، والله ما أراد بغلطه تعمداً، وما عليه من شيئ فيما بينه وبين الله.
قال ابن أبي خيثمة: قيل ليحيى بن معين: إن أحمد بن حنبل قال: إن علي بن عاصم، ثقة وليس بكذاب.
قال: لا والله، ما كان عنده قط ثقة، ولا حدث عنه بحرف قط، وكيف صار عنده اليوم ثقة 2.
__________
1 إلى جانب هذا التعليل يمكن القول إن جماعة من الأئمة وافقوا الإمام يحيى بن معين في تضعيفه، ولم أر أحداً وثقه توثيقاً مطلقاً غير أحمد بن صالح المصري، فالقول فيه قول الجماعة.
انظر، الجرح والتعديل (3/1/314) ، ميزان الاعتدال (3/86) ، تهذيب التهذيب (7/244) .
* ما بين القوسين من الضعفاء للمؤلف (125) رقم (382) .
2 انظر ترجمته في العلل ومعرفة الرجال (1/52) ، التاريخ الكبير (2/3/290) ، التاريخ لابن معين (2/421) ، الكامل لابن عدي (5/1835) ، تاريخ بغداد (11/446) ، ميزان الاعتدال (3/135) ، تهذيب التهذيب (7/344) ، تقريب التهذيب (2/39) .

الصفحة 50