كتاب المختلف فيهم

والنبي صلى الله عليه وسلم كان يرخص في هذه الحروف ويقول: " نزل القرآ، على سبعة أحرف وضعف " من كلام العرب1. لا ينبغي أن يروى عنه.
قال ابن رشدين: لا أدري من أراد أحمد بن صالح بالضعف؟ عطية، أو فضيل بن مرزوق 2.
وعن يحيى بن معين من رواية إسحاق الكوسج أنه قال: فضيل بن مرزوق، ضعيف. ومن رواية ابن أبي خيثمة أنه قال: ثقة. وسئل عنه مرة أخرى فقال: ضعيف 3. ومن رواية العباس بن محمد بن يحيى أنه قال: ثقة 4.
قال أبو حفص: وهذا الخلاف في فضيل يوجب التوقيف في أمره، لأن ليحيى بن معين فيه قولين: والثوري قد حاد عن ذكره، وأحمد بن صالح تكلم في حديثه، فليس [] أن يدخل في الصحيح، والله أعلم5.
__________
1 لم أقف على هذا المتن، ولكن الثابت منه، قول النبي صلى الله عليه وسلم: إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف، فاقرأوا ما تيسر منه. رواه البخاري في صحيحه.
انظر: كتاب فضائل القرآن، (5) باب أنزل القرآن على سبعة أحرف. فتح الباري (9/23) .
2 هذا الكلام نقله الحافظ في تهذيب التهذيب (8/299) دون التعليق عليه، والذي يظهر لي أن ابن رشدين رحمه الله تعالى أراد بالضعف عطية العوفي، لأنه الذي انفق أئمة الجرح والتعديل على تجريحه، أما الفضيل فقد وثقه جماعة من النقاد، ومنهم من طعنه لروايته عن العوفي والله أعلم.
3 الكامل (6/2045) ، تهذيب التهذيب ت (8/299) .
4 التاريخ (2/476) .
5 لا يدخل في الصحيح، ولا ينزل إلى الضعيف، بل هو متوسط الأمر، قال أبو حاتم: صدوق صالح الحديث، يهم كثيراً، يكتب حديثه، وقال ابن عدي: أرجو أن لا بأس به.
وقال الذهبي: وثقه غير واحد، وضعفه النسائي وابن معين. ونقل عن ابن عدي أنه قال: عندي أنه إذا وافق الثقات يحتج به.
قلت وهذا هو الراجح لتضارب أقوال النقاد، وقد توصل الحافظ ابن حجر بعد دراسة أقوال النقاد إلى أنه، صدوق يهم، والله أعلم. لمزيد من التفصيل انظر: الجرح والتعديل (7/75) ، ميزان الاعتدال (3/362) ، الكاشف (2/386) ، تقريب التهذيب (2/113) إضافة إلى ما ذكر أعلاه من المراجع.

الصفحة 60