كتاب حكم التمثيل

الناس، ولو في مواطن الشجاعة والكرم، فكيف تهدم حرمات ناس مضوا، وبقي علينا واجب النصرة لهم بالإسلام، فلننتصر لحفظ حرمتهم، والإبقاء على كرامتهم (وكل المسلم على المسلم حرام، دمه وماله وعرضه) ، فكيف إذا كان فيه مواقف من الإيذاء والسخرية والاغتياب، والكذب عليه بقول ٍ وماقال، وفعل ٍ وما فعل؟
وإن السؤال ليرد على من يعتني بها، وعلى من يستخرجها، ويتلذذ بتمثيل غيره معيناً، هل يرضى أن يُمثل في مشاهدته، وهو يتحدث مع زوجته، أو قائم في صلاته، أو في حال تلبسه بخطيئة، أو في أي دور من أدوار حياته.
وفي (الديارات) للشايشتي، ذكر عن الشاعر: دعبل الخزاعي م / 250هـ قوله:
(وما غلبني إلا مخنث، قلت له: والله لأهجونك، قال: والله لئن هجوتني لأخرجن أمك في الخيال) انتهى (¬1) .
¬_________
(¬1) - بواسطة: خيال الظل لحمادة. ص / 45.

الصفحة 34