كتاب الأخبار الغريبة في ذكر ما وقع بطيبة الحبيبة

28…من المدينة المنورة مختفيا في الفتنة المذكورة أعلاه، ودخل مصر المحروسة، وبقى مختفيا في بيت السيد محمد النحال وإلى أن توفى سنة 1148 (1) وله تصانيف وخطب وغير ذلك.
قال العلامة الفاضل السيد أحمد بن زيني دجلان المكي رحمه الله تعالى في كتابه: " خلاصة الكلام في بيان أمراء البلد الحرام " ما نصه: دكر الفتنة التي وقعت بالمدينة بين الأغوات وأهل المدينة سنة 1134هـ وفي مدة ولاية الشريف مبارك بن أحمد بن زيد سنة أربعة وثلاثين ومائة وألف وقع بالمدينة فتنة عظيمة شهيرة بين الأغوات وأهل المدينة ونشأ عنها قتل السيد عبد الكريم البرزنجي المدفون بجة المشهور " بالمظلوم" وتلك الفتنة الكلام على تفصيلها طويل وملخصها: أن رجلاً من توابع الأغوات يسمى علي قنا أراد أي يستفرغ وظيفة من وظائف العسكر ويدخل في العسكرية، فامتنع من إدخاله كبار العسكر حيث أنه كان في العسكرية وقعت منه خيانة وأخرج منمها فلا يعاد، وقال أغوات الحرم: لا بد من إدخاله، وطال النزاع بينهم ووافق أهل المدينة كبار العسكر في عدم إدخاله، ووقع بالمدينة ضجة واتسع الأمر حتى آل إلى القتال، وابتدأ ذلك علي قنا ومن كان معضداً له من الأغوات وكان معهم بعض قبائل حرب فصعدوا منائر الحرم الشريف وترسوها وأغلقوا أبواب المسجد، وترسوا بعض البيوت التي بجانب الحرم النبوي وعزموا على محاربة العسكر، ومن يعضدهم من أهل المدينة فرفع كبار العسكر وأهل المدينة أمرهم إلى قاضي الشرع خوفا من وقوع الفتنة عند القبر المعظم وذهاب ما في الحجرة من أموال، وما سيحدث من القتل، وغضب الدولة العلية عليهم، فأرسل قاضي الشرع للأغوات يمنعهم من الفتنة ويطلبهم للحضور إلى مجلس الشرع، فامتنعوا من الكف ومن الحضور عند القاضي فسجل عليهم القاضي أنهم قصاة بغاة يجب قتالهم، فشرعت العساكر وأهل المدينة في قتالهم وضيقوا عليهم من كل جانب، وقتل في تلك الفتنة أشخاص من الفريقين وعطلت صلاة الجماعة في المسجد النبوي فجنحوا
__________
(1) في المخطوط (1145) والمثبت من تحفة المحبين 88.

الصفحة 28