كتاب الأخبار الغريبة في ذكر ما وقع بطيبة الحبيبة

31…النبوية، وأشار فيه إلى هذه القصة وأن النبي صلى الله عليه وسلم أشار إليه بالخروج إلى مصر وأن يخرج عليهم وينثر على رءوسهم التراب وأنهم لا بيصرونه، نظير ما وقع له صلى الله عليه وسلم عند الهجرة إلى المدينة ثم عادبعد ذلك إلى المدينة. وأما والده رحمه الله فصعب قبضه بالمدينة فحسن له بعض أعدائه الخروج من المدينة إلى مكة المشرفة والإقامة بها، فلما وصل إلى مكة قبض عليه (1) الوزير أبو بكر باشا وأنفذه إلى جدة وحبس بقلعتها ثم صدر الأمر بقتله، فقتل خنقا في ليلة الثامن من شهر ربيع الأول سنة ثمان وثلاثين ومائة وألف ورمى في سوق جدة يوما كاملا، ثم رفعه بعض أهل الخير بشفاعة والتماس، وغسل وكفن ودفن بجده وهرعت الناس إلى جنازته (2)، ولقب بالمظلوم رحمه الله رحمة واسعة.
ذكر في "الروض الأعطر" ما نصه: " ثم عقب ذلك بيسير جاء الأمر بعزل الوزير المذكور فخرج متوجهاً إلى الأستانة، وركب مع من معه في سفينة من جدة، فبعدما حلوا شراعها وجرت بهم غير بعيد أتت ريح عاصفة فأغرقه الله ولم ينج منهم إلا القليل.
قال: هكذا أخبرني به بعض أهل العلم من أهل جدة سماعا عن غيره من الثقات. انتهى. 3
وقال السيد جعفر البيتي المدني رحمه الله تعالى في ديوانه لما قتل باكير باشا السيد عبد الكريم بن السيد محمد رسول البرزنجي بجدة سنة مائة وألف وثمانية وثلاثين أرخته بقولي:
يا بن عبد الرسول يرحمك الله وقدست ميتا وفقيدا
أسوة المسلمين أنتم جميعاً في جميع البلا قريبا بعيدا
إن قتلتم ظلما فقير عجيب قد حكيتم آباءكم والجدودا
__________
(1) في المخطوط: " قبضة". (2) توجد بعد هذه الكلمة عبارة: " للترك بها" وهذا من الأمور الشركية التي تأباها شريعتنا الإسلامية الغراء والكتاب والسنة الصحيحة، وهذا من الأمور البدعية.

الصفحة 31