كتاب الأخبار الغريبة في ذكر ما وقع بطيبة الحبيبة

32…
والذي قد شقوا بكم وسعدتم خسروا حيث أربحوكم سعودا
ما برحتم مقسمين قتيلا أو تسليبا أو موثقا أو طريدا
نحن نبكي الأحياء منكم قديما لا تظنوا ذا البكاء جديدا
قتلوكم وقبلوا كسوة قديما بوت من قبر جدكم والحديدا
قتلوكم ظلما وصلوا عليكم عجبا ما نرى عليه مزيدا
لم يكن واحد يزيد عليكم بل نرى دهركم يزيد يزيدا (1)
أسوة المسلمين أنتم جميعاً في جميع البلاد قريبا بعيدا
فسلام عليك مت سعيدا مثلهم في البلاد وعشت حميدا
عام حزن قتلت فيه فأرخـ ـناه عبد الكريم مات شهيدا (2)
وقال السيد جعفر المذكور رحمه الله تعالى وعلت أرثى المرحوم السيد حسن بن السيد عبد الكريم البرزنجي المتوفى بخصر مختفيا رحمه الله تعالى رحمة واسعة:
يا ابن عبد الكريم قدرك أعلا عن رثاء فيه نردد فضلا
حسن الاسم الفعال جميعا أنت فيما نبديه قولا وفعلا
أنت ابن النبي وابن علي وكريم الآباء فرعا وأصلا
بيتكم سيد البيوت جميعا ولكم في العلا السهام المعلى
بيت تقوى وحكمة وعلوم أعرقت في الكمال بعدا وقبلا
قدست روحك الشريفة روحا وهواها الرضى من الله نزلا
وسقت أدمعى بمصر ضريحا لك والمعصرات طلا وويلا
صورة مت نائيا وغريبا والرفيق والأعلى اتخذت محلا
قد رثيناك قبل موتك لما ساء رأى الزمان فيك وزلا
فزت بالمحنتين بالجور والطا عون للشهيد جورا وقتلا
__________
(1) البيت فيه توريه
(2) كتب بعد هذه الأبيات: سنة 1138هـ. ولعل ذلك يكون التاريخ الذي قيلت فيه هذه القصيدة.

الصفحة 32