كتاب الأخبار الغريبة في ذكر ما وقع بطيبة الحبيبة

34…
ذكر فتنة بك بشير أغا سنة 1148 ثمان وأربعين ومائة وألف
وفي زمن شيخ الحرم بك بشير أغا وقعت فتنة عظيمة بين أهل المدينة وأغوات الحرم فأدخل شيخ الحرم بك بشير أغا الأعراب من حرب المسجد الشريف النبوي وأغلق أبوابه، وأطلعهم على المنائر فصاروا يرمون بالرصاص على الناس ويصيب ذلك جميع من حول المسجد الشريفن واستمر ذلك خمسة وأربعين يوما، وهي مذكورة في قصيدة السيد جعفر البيتي فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
قال المرحوم السيد جعفر البيتي في ديوانه ما نصه:
وقلت على لسان أهل المدينة المنورة شكاية إلى الشريف سعود بن سعيد أمير مكة المشرفة وإنهاء لضررهم الواقع عليهم من الفتنة الكائنة سنة 1148ثمان وأربعين ومائة وألف.
قفوا تنظروا آثار ما صنع الظلم وجوسوا خلال الدار تنبيكم الأكمُ (1)
قفوا بالرسوم الدارسات فربما بحفتم منها وما نظف الرسمُ (*)
قفوا نشتكي ما قد أصاب فإنه عظيم، وإن الأمر حادثُهُ ضخم
على كل دعوى في الظلامة حجة يصدقها التحريق والهدم والردم
إلى عدلكم يا آل زيد توجهت وجوه شكايانا وعندكم الحكم
إليكم يساق الأمر والنهى في الورى وأنتم ملوك الأرض والسادة الشم
إليكم وإلا فالسلام على الحمى إذا حامت الأعداء عليه ولم تحموا
سلوا فلسان الحال من كل مسلم أصيب ببلوى عنده خبر (**) جم
__________
(1) الأكم: هي المواضع أو التلال والهضاب. القاموس (أكم) 4/ 74.
(*) الرسم: أثر الدار وهو هنا مبالغة.
(**) خبر: شاهد.

الصفحة 34