كتاب الأخبار الغريبة في ذكر ما وقع بطيبة الحبيبة

36…
لعل العذارى المحصنات يراهم غيور على العورات ذو نخوه شهم
عسى رافع هتك المحارم دافع الظلا ثم بالرعية يهتم
عسى نافذ الأحكام والأمر فيصل له نظر أعلى وآراؤه حزم
ومن غير مسعود يساعد بالمنى ويرجى وذاك الماجد البطل القرم
فريع العلا ملك الأباطح سيد الجحا حج من تعنو لعزته البهم
وقد جاء فأل الخير منه مساعد شبيه اسمه يا حبذا الفال والإسم
ويا حبذا يعسرب ملك مقدم له الصدر قدما مثلما قدمت بسم
لك الخير والبشر لديك فإننى أشم رياح النصر إن صدق الشم
فياغوث ملهوف الفؤاد ومنتهى المراد وجالى الهم إن عظيم الهم
وآمن مخوفات البلاد وملتجى الـ عباد ومن في عدله لهم قسم
أعد نظرا في الحال والحادث الذي جرى وانبرى من عظمه اللحم
والعظم وفي كل مسكين فقير ووالد حزين ومولود أصيبت به الأم
وأرملة جاعت ثلاثين ليلة وعشراً بها الخوف المبرح والعدم
وقد بلغ السيل الزبى (1) وتضرمت جحيم وعنى قد ذاب من حرها الحسم
خذا الأمر بالمعروف واحكم بما ترى وشمر لحسم الداء ينفعنا الحسم
رضينا بم ترضى من الأمر كله لنا وعلينا لا إباء ول رغم لك العفو والحلم
الذي أنت أهله ولكن في العاصين لا يحمد الحلم
فما صنعوه غير خاف وظلمهم شهيد عليهم عندك العرب والعجم
فلا تلتفت للعذر منهم فإنه بقايا خداع جرحه ليس يندم
ولو صدقوا لم يستبدوا برأيهم لأمر فظيع غيه العار والذم
ولكنهم في زعمهم أن حكمهم إليهم ولا لأمر عليهم ولا حكم
وقالوا كثيرا مثل هذا وإنه قبيح وأولى من إباحته الكتم
لقد رضعوا در الحرام وإنه عسير بعد طول المدى الفطم
__________
(1) في المخطوط: "الربا " تصحيف. وهو مثل يضرب حينما تكون الأمور وصلت إلى المنتهى. والزبية الرابية لا يعلوها الماء. انظر: الصحاح (زبى) م/2366.

الصفحة 36