كتاب الأخبار الغريبة في ذكر ما وقع بطيبة الحبيبة

38…
ذكر فتنة عبد الرحمن أغا الكبير سنة 1155 خمس ومائة وألف
قال الخطيب عبد الرحمن بن حسين الأنصاري رحمه الله تعالى: ثم تولى مشيخة الحرم عبد الرحمن أغا الكبير وذلك في سنة 1151 إحدى وخمسين بعد المائة والألف وعزل في 1156 ست وخمسين بعد المائة والألف، ووفى بمصر سنة 1162 وهو الذي صارت في زمنه الفتنة العظيمة الشهيرة بفتنة كابوس؛ وسبب ذلك اختصار على مافهمناه م أفواه ثقات الناقلين إلينا هذا الخبر ومن قصيدتي: السيد جعفر التبيتين والشيخ محمد سعيد انقشارى زكتخذا الأسباهية عبد القادر ظافر فوقعت المداحله بينهم ولم تزل تتنامى نواميها وكان حسن كابوس من وجاق النوبجتية له كلمة نافذة فهجموا يوما على القلعة وأثاروا الحرب بعد أن تجمعوا عليهم جموعا لا تحصى وأغلقوا أبواب البلد وتفرقت كل جماعة منهم ناحية فقالوا لهم ما الخبر وسعوا في الإصلاح بينهم، فقالوا مطلوبنا ستة أنفس إما تقتلوهم أو تجلوهم، فأخرجوهم وأجلوهم عن المدينة إطفاء لنار الفتنة منهم: عمر زكي كتخذا القلعة سابقاشن ومصطفى أودباش (1) كتخذا نوبجتيان، ومحمد مراد كتخذ الإسباهية، ثم لم يكتفوا بإخراج الستة حتى أخرجوا ثمانية عشر رجلا، وكتبوا بينهم حجة شرعية على الصلح والإصلاح والإعانة على تقوى الله، وكتبوا عرضا على مقتضى ذلك للدولة العلية، فجاء الفرمان على مطلوب شيخ الحرمن فزادت شوكتهم وعظمت صولتهم، وابتداء ذلك سنة 1155 خمس وخمسين بعد
__________
(1) قال صاحب تحفة المحبين: "وأما مصطفى المزيور فنشأ على طريقة والده المذكور، وفاته، وكان بطلاً شجاعاً مشهوراً مذكوراً وصار كتخذا النوبجتية إلى أن توفى سنة 1172 مقتولاً برصاصة بقرب العتبرية وهو راكب على فرسه فسقط ميتا والقصة مشهورة

الصفحة 38