كتاب الأخبار الغريبة في ذكر ما وقع بطيبة الحبيبة

45…
والأمر له مكتوب على يده أن الأغا سوف يجليهم ويخليها
يا للكبائر م أدعو فيسمعني حتى أصرح عنها وأكنيها
من للمدينة إن غصت بريقتها ومن يجيب نداها من يلبيها
ما أفقر الصيد إلا بعد مسلمة أعطت محاسنها الدنيا لماضيها
عادت لنا سيره التيمور في حلب أيام صبيانها شابت نواصيها
ويومه وهو في بغداد يهتكها ويوم جنكيز بالتّاتار يرميها
وبخت نصر من قبل الذي ذكروا في شاحهان الموالى مع مواليها
شأن عظيم مضى في الجور أعظمه شأن المدينة من أيدى شوانيها
حوادث ما رآها دانيال ولا قصت ملاحمه شيئا لتساويها
يا شدة ليس إلا الله يكشفها وغمة ليس إلا الله يجليها
أين الحجاز وأين الروم تسمع لى صوتى إذا قمت من كربى أناديها
يا آل عثمان عين في ممالككم مطروفة لطميتها كف واليها
عين لدولتكم عين لدينكم قد كاد لولا دفاع الله يعميها
آمنتموها فضاعت عنده سفها ويل الأمانة ممن لا يؤديها
نمتم ولا نوم عبود الذي ذكروا عن المدينة حتى قام ناعيها
هنا عليكم وهانت بعد عزتها وأصبح الكل جافينا وجافيها
أحوالنا علمتها الصين واعجبا من كان يمنعها عنكم ويثنيها
خمسون عاما لنا والظلم يلحقنا نقارع البدو فيها أو نداريها
ورام سعد بن زيد قطع دابرهم لكن عدته من البلوى عواديها
سلوا عن العهد عما كان سببه فليس ذا أول الشكوى وثانيها
غضضتم الطرف عن أشياء أبدعها بشير بيك (*) فجاء هذا يسويها
سوسوا البلاد بعين من نفوسكم دعوا الأجانب (**) أعطوا القوس باريها
لو أن مسعوذ قلدتم له عملا أجزأ (***) وثار لأعداكم يجازيها
__________
(*) كانت فتنة أغا في آخر سنة 1148هـ (**) أي جماعة الأغوات. (***) أجزأ: كفى.

الصفحة 45