كتاب الأخبار الغريبة في ذكر ما وقع بطيبة الحبيبة

53…
وما حده حتى يعارض حكمكم ولكن ذيل الجهل والبغى يسحب
وقد كان من خدامكم الددا شواهم بنار الحكم حتى تعذبوا
ولكن برد الحلم جرأهم وما دروا أن شوم البغى للقتل يوجب
وما تمادى حلمكم يزاد بغيهم خصوصا علينا فاستطالوا وأتعبوا
فإن قتلوا منا أطلت دماؤنا ونحن ندى أن يقتلوا أو يصوبوا
وأعظم من هذا قضية مرأة رمت بزناها اثنين وهي تكذب
فصممت الأعراب أن يقتلوهما بطاغوتهم والجهل فيهم مركب
ووافقهم حكامنا فتعاونوا على ذلك القتل الحزام وعذبوا
فوالله لم يسمع بهذا بملة ولا ملة فيها حيى وأخطب
إلى غير هذا من مظالم أوجيت لجيران خير الخلق أن يتغربوا
فان لم يطيقوا حالفوهم فيالها مصائب منها الحر في الموت يرغب
وما ذاك عن جبن بنا غير أننا بلينا بحكام لحرب يقرب
ويعطوهم أموالنا لقتالنا وذلك عن معلومكم ليس يعزب
إذا كان جيش منكم جاء مصلحا يصدونه بغيا فلسنا نعيب
وكم قبله صدوا الحجيج وكم أتوا من الإثم والعدوان ما ليست يحسب
يقولون ما السلطان لو كان قادرا يجيئ إلى هذي الجبال ويقرب
فلم يبق إلا دعوة الملك فوقتا وإن تمهلوهم للخلافة يطلبوا
فبادر حماك الله في قتل عصبة لهم في قبيح الكفر دين ومذهب
فمثلك من يدعى لكل ملمة ومثلك من يرجى إذا عز مطلب
وسر بجنود النصر قاصدا طيبة فلقياك بالإقبال سهل ومرحب
فليس لها يا ابن الكرام سواكم لفصل قضاء بيننا يترقب
فلا زلت مقصودا لكل عظيمة ولا زلت مسعودا وفألك طيب
عليك صلاة الله في كل لحظة وإخوانك السادات ما انهل صيب
فلله درهما من شاعرين أدبيين، وفاضلين كاملين أربين…

الصفحة 53