كتاب الأخبار الغريبة في ذكر ما وقع بطيبة الحبيبة

64…
الفتنة الثالثة فتنة القمقجى مع أحمد مكي وأهل القلعة والانقشارية
وذلك أنه لما كان عند الشريف سرور وبلغه ما صار على جماعته كما قدمناه قام له الشريف عضدا ومساعداً ويدا، وأرسل معه إبراهيم أغا وزير بابه وجوقدارباش والشاوش حسن كوافى وحمزة ظافر، وأرسل معه إبارهيم أغا وزير بابه يعينه على جماعة آخر، فخرج قاصدا المدينةن ووصل إلى حرة النقا يوم الأحد واحد وعشرين من شهر شعبان، فأرسل له أهل المدينة يمنعوه عن الدخول فيها، فنزل جماعته بالنقا، وتوجه هو إلى العوالى وقباء والقرايا التي بأطراف المدينة يستنجدهم وأرغمهم بالدراهم وأشرفهم على أمر الشريف فأجابوه وساعدوه وجابوه، ونزل السيد حسن كوافى إلى أهل الحارة خفية، وأرغمهم بالأموال في أن يقوموا معه فساعدوه على الشقاق، ونكثوا ما ينهم من العهود لغش بواطنهم بالنفاق، ومكث عندهم ثلاث ليال إلى أن استوثق منهم الفعل ثم طلع إلى جماعته، وكان في مدة جلوسهم في النقا نزل جماعة منهم ورئيسهم عيسى الجزار وهدموا سد بطحان الساد ما بين بس نقره والمراقشية وحرقوا باب درب الجنائز، ثم إنهم بعد إقامتهم في حرة النقاتسعة أيام جمعوا كيدهم في اليوم العاشر وأتوا صفا وأنجزوا ليلة الإثنين تسع وعشرين من شعبان على باب الجمعة يجا واحدة زحفا، وأكمنوا تحت جدر البقيع، ولم يكن بالباب أحد من طرف القلعة ولما جاء البواب وفتحه بأليتية، فوجدوا أهل الحارة ينتظرونهم (1) بطلبهم والنقارة، فقام الكل مسرعين، وأتوا نحو المسجد النبوي قاصدين فصادفوا خروج شبح الحرم من المسجد النبوي ومعه الكتخذا أحمد مكي فهجموا على الكتخذا أحمد مكي فهجموا على الكتخذا، وكان شجاعا فقاتلهم ساعة ثم تكاثروا عليه فمرق من بين أيديهم مروق السهم من الرمية، ودخل إلى بيت
__________
(1) في المخطوط " منتظرينهم" تحريف

الصفحة 64